الخميس 6 مارس 2025

عرب وعالم

كاتب بريطاني: ترامب يشن حربًا اقتصادية وسياسية على حلفاء الولايات المتحدة وشركائها

  • 6-3-2025 | 11:14

علم الولايات المتحدة

طباعة

حذر كاتب اقتصادي بريطاني مخضرم من تداعيات خطيرة وغاية في الأهمية لقراري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذين أصدرهما على صعيد الاقتصاد والتجارة والأبعاد الجيوسياسية العالمية، مُعتبراً أن الرئيس الأمريكي بذلك النهج يشن حرباً اقتصادية وسياسية على حلفاء الولايات المتحدة وشركائها، متوقعاً أن تنطوي على نتائج وخيمة ومكلفة للغاية عليهم وعلى (واشنطن) أيضاً.

وقال الكاتب مارتين وولف، في مقاله بصحيفة (فاينانشيال تايمز) إن الرئيس الأمريكي ترامب اتخذ في 3 مارس الجاري، قرارين غاية في الأهمية؛ أولهما فرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك بنسبة 25%، علاوة على الواردات الصينية بنسبة 10% أخرى، إضافة إلى نسبة مماثلة فرضها الشهر الماضي؛ ومن المرتقب أن تأتي نسبة 25% أخرى كرسوم على واردات الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن تلك الاقتصادات الأربعة تشكل معاً ما نسبته 61% من الواردات السلعية للولايات المتحدة. 
وأضاف أن القرار الأخر، والأكثر أهمية، فيتمثل في تعليق (واشنطن) لمساعداتها العسكرية لكييف؛ وهو ما يقدم للدولة التي مزقتها الحرب خياراً عبثياً؛ إما الاستسلام وإما الهزيمة، حسب تعبير وولف، الذي قال "لابد أن فلاديمير بوتين صديق ترامب يطير فرحاً: فرئيس الولايات المتحدة يمزق الغرب أمام عينيه المملوءتين بالسعادة".

وتابع الاقتصادي وولف مقاله قائلاً: "إن تلك المسألة هي مجرد قرارين فقط ضمن الزوبعة الصاخبة التي رافقت عودة ترامب لرئاسته الثانية، لكنهما بالنسبة للعالم الخارجي يعتبران غاية في الأهمية والخطورة؛ إذ يعكسان نهاية العلاقات التجارية الليبرالية المتوقعة والمنضبطة بقواعد بين أكثر الدول قوة في العالم من جانب، والدولة التي خلقت هذه المنظومة بنفسها، على الجانب الآخر".

وأشار إلى أن القراران يعكسان حالة التخلي التام من الولايات المتحدة عن تحالفاتها وتعهداتها الجوهرية لمصلحة علاقة وثيقة مع عدو الماضي، إذ يعتقد ترامب بشكل جلي أن روسيا أكثر أهمية من أوروبا.. وفي كلتا الحالتين فإنه يرتكب خطأ فادحاً، على حد وصف وولف، الذي استشهد بتعليق لكبير الاقتصاديين السابق في "صندوق النقد الدولي"، موريس أوبستفيلد، الذي لفت إلى أن العجز التجاري الأمريكي ليست بسبب عمليات غش من جانب شركاء تجاريين، ولكنها تعود إلى تجاوز نفقاتها عن الدخل المتحقق: فالعنصر الحاكم والأبرز في العجوزات التجارية الأمريكية يتمثل في العجز المالي الفيدرالي الهائل، الذي يسجل حالياً نحو 6% من الناتج المحلي الإجمالي..ويضيف محاولات سد العجز التجاري بالرسوم الجمركية أشبه بعملية تفريغ الهواء من بالون ممتلئ بالكامل؛ ولاستيعاب ذلك يستلزم الأمر بعض المعرفة عن مفاهيم الاقتصاد الكلي، التي يفتقر إليها ترامب تماماً، على حد وصفه.

وقال الكاتب: "إن الاتحاد الأوروبي تشكل لتحقيق علاقات اقتصادية مزدهرة وتعاون سياسي لقارة تضررت كثيراً بحربين مروعتين، وقد تفهمت الولايات المتحدة على مدى سنوات طويلة، وعملت بجدية على تشجيع تلك الاستجابة المنطقية".. مضيفا:"لكن، للأسف، كانت تلك ولايات متحدة مختلفة للغاية عمّا نراه حاليا من دولة تحاول استدرار الشفقة. 

ويعقد الكاتب البريطاني المخضرم عدداً من المقارنات لإبراز مراكز الثقل الأوروبية مقابل روسيا، لافتاً إلى أن الاتحاد الأوروبي إضافة إلى المملكة المتحدة مجتمعين يصل تعدادهما 3.6 ضعف التعداد السكاني لروسيا، كما أن الناتج المحلي الإجمالي لهما، وفق معامل القوة الشرائية، أكبر 4.7 مرة من روسيا.

واختتم الكاتب مقاله بالقول:"إن ترامب يشن حرباً اقتصادية وسياسية على حلفاء الولايات المتحدة والدولة التابعة لها؛ لكن الانهيار الناجم عن ذلك في الثقة بين الدول التي درجت على تقاسم القيم فيما بينها، سيكبد الولايات المتحدة أعباءً هائلة، أيضاً".

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة