اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر اليوم /السبت/ أن تعليق الولايات المتحدة خدمات صور الأقمار الصناعية إلى أوكرانيا، ضربة جديدة لكييف من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعدما جمدت شحنات الأسلحة وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
وذكرت الصحيفة - في تقرير إخباري - أن القوات الأوكرانية اعتمدت بشكل كبير على الخدمة لمنحها ميزة تكنولوجية ضد القوات الروسية، مشيرة إلى أنه بعد الإيقاف، شعر الجنود الأوكرانيون بتأثيرات التعليق على الفور.
وأضافت أن وحدات المدفعية والطائرات بدون طيار كانت تدرس الصور لتقييم الأهداف الجيدة ومراجعة الضرر لتحسين الهجمات، حيث يساعد التحديث المستمر لصور الأقمار الصناعية القادة والجنود على مراقبة مواقع العدو والمستودعات، مما يسهل العثور على نقاط الضعف وتحركات القوات.
وتابعت الصحيفة أن هذه الصور كانت تساعد جنود الخدمات اللوجستية في تخطيط مسارات المركبات، مع وضع ممرات بديلة إذا تم تلغيم المسارات أو تدميرها، ولهذا شعر الجنود في الجيش الأوكراني بالتعليق على الفور، ووصف بعضهم القرار بأنه خيانة وليس سياسة.
ونقلت الصحيفة عن ضابط أوكراني يشرف على عمليات الاستخبارات داخل منطقة كورسك الروسية قوله: إن القوات العليا استخدمت برامج قتالية يتم فيها دمج الصور، لكن الخرائط داخل البرامج لم تعد قابلة للاستخدام.
وأضاف الضابط: إن "الفهم الأكثر تفصيلاً لتضاريس ساحة المعركة يشكل ميزة كبيرة على كل المستويات، وبدون مثل هذه البيانات، سنفقد حتما بعض السرعة والدقة".
من جانبها، ذكرت شركة ماكسار، وهي شركة رائدة في الولايات المتحدة في توفير صور الأقمار الصناعية التجارية، أن خدماتها لأوكرانيا تأثرت بهذا القرار الذي اتخذته إدارة ترامب.
وقالت جيا دي هارت، المتحدثة باسم أعمال الحكومة الأمريكية لشركة ماكسار إنتليجنس: "يتخذ كل عميل قراراته الخاصة بشأن كيفية استخدام ومشاركة هذه البيانات، ونأخذ التزاماتنا التعاقدية على محمل الجد، ولا يوجد تغيير في برامج عملاء ماكسار الآخرين".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التعليق يأتي في أعقاب قرار اتخذه الرئيس دونالد ترامب، مؤخرًا بإيقاف تبادل المعلومات الاستخباراتية ووقف عمليات تسليم الأسلحة المستقبلية إلى أوكرانيا، بهدف الضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، للدخول في مفاوضات سلام مع روسيا.
كما قال ترامب أمس الجمعة إنه يفكر أيضًا في فرض عقوبات "واسعة النطاق" على روسيا لإجبارها على إجراء المزيد من المحادثات.