كشف الأزهر الشريف عن الحكم الشرعي في بعض المسائل الفقهية التي قد يلجأ إليها الصائمون في نهار رمضان، مثل غسيل الكلى وعمل المنظار، سواء كان للمعدة أو المثانة.
فتاوي الصائمين
وفي إجابة على هل الغسيل الكلوي أثناء الصيام يفطر أم يجب أن يكون بعد الإفطار؟، أوضح الأزهر، أن غسيل الكلى عبارة عن سحب الدم وتنقيته خارج الجسم عبر جهاز خاص، ثم إعادته للجسم مرة أخرى، وهذه العملية تتم عن طريق الأوردة والشرايين.
وأكد الأزهر أن هذا الغسيل لا يفطر الصائم، أما بالنسبة لصيام هذا المريض فمرجعه إلى الطبيب المختص، فإن رأى الصوم يضره فله الفطر، ولا يجوز له الصيام إن ترتب على الصيام ضرر، قال تعالى:"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ"، (البقرة / ١٩٥).
وبيّن أن عليه القضاء في أيام أخرى إن قدر على الصيام، وإلا أطعم عن كل يوم مسكينًا، فعملية الغسيل نفسها لا تفسد الصيام، لكن ظروف المريض هي التي تدعونا إلى القول بفطره إن أخبر الطبيب بعدم قدرته على الصيام.
هل عمل منظار المعدة يبطل الصوم؟
أجاب الأزهر، بأن المنظار يدخل عن طريق الفم مرورًا بالبلعوم والمريء إلى المعدة، ويكون ذلك للتشخيص في أكثر الحالات، وقد تؤخذ عينات من المعدة أحيانًا، وقد يدخل منظار المعدة لحقن دوالي المريء بمادة مصلبة لإيقاف النزيف.
وأوضح أن الفقهاء السابقون تناولوا هذه الحالة بالبحث في مسألة ما إذا أدخل الصائم شيئًا إلى جوفه غير مُغَذٍّ كحصاة أو قطعة حديد ونحو ذلك.
ويؤكد أن الراجح في هذه المسألة من أقوال الفقهاء، أن الراجح ما ذهب إليه الفقهاء القائلون بأن منظار المعدة غير مفسد للصوم إن أجريت هذه العملية في نهار رمضان، لأنه ليس أكلًا ولا شربًا ولا ما في معناهما، ولأن هذه العملية لا تستغرق وقتًا طويلًا، فلا تفسد الصوم تخريجًا على قول الحنفية سالف الذكر.
واستدرك أنه إذا كان هذا المنظار توضع عليه بعض المواد الدهنية لتسهيل دخوله إلى المعدة، أو يضخ عبر المنظار بعض المحاليل كمحلول الملح لإزالة العوالق عليه من أجل تسهيل عملية التصوير، فإن الصائم يفسد صيامه بوصول هذه المواد إلى المعدة؛ لأن الجسم سوف يمتصها، ويتغذى عليها، فتكون كالأكل والشرب.
هل عمل منظار المثانة يبطل الصوم؟
أوضح الأزهر، أنه يتم عمل منظار المثانة بإعطاء المريض مخدرًا موضعيًا، يُدفع إلى داخل الإحليل، ثم يُدخل المنظار إلى داخل الإحليل حتى يصل إلى المثانة، ثم يُضخ محلول ملحي عبر الأنبوب في المثانة... إلخ. وكشف أن منظار المثانة له حالتان:
الأولى: إذا لم يصل إلى المثانة، ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يفطر، وذهب بعض الشافعية إلى أنه يفطر.
الثانية: إذا ذهب المنظار إلى المثانة، ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يفطر، وذهب بعض الشافعية إلى أنه يفطر.
وبيّن أن الراجح أن منظار المثانة لا يفطر الصوم لأنه لا يدخل الجسم بقصد التغذية.