ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن الصين فرضت رسومًا جمركية انتقامية على سلع أمريكية تقدر قيمتها بنحو 22 مليار دولار تقريبًا، بما في ذلك الصادرات الزراعية، مستهدفة القاعدة الريفية للرئيس دونالد ترامب.
واعتبرت الصحيفة البريطانية - في تقرير اليوم الاثنين - أن هذه الرسوم تمثل أحدث تصعيدًا للحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، منوهة بأنها تعد أحدث تدابير بكين وتستهدف السلع الزراعية الأمريكية في المقام الأول، حيث أعلنت عنها الصين الأسبوع الماضي ردًا على فرض ترامب رسومًا إضافية بنسبة 10% على جميع المنتجات الصينية.
وتعرضت صادرات فول الصويا، أحد أكبر الصادرات الأمريكية إلى الصين والتي بلغت قيمتها 12 مليار دولار العام الماضي، لرسوم إضافية بنسبة 10%، في حين يواجه القطن والدجاج والذرة رسومًا إضافية بنسبة 15%.
وأوضحت أن الغالبية العظمى من الصادرات الزراعية الأمريكية إلى الصين تخضع الآن لرسوم جمركية إضافية من شأنها أن تؤدي إلى تآكل قدرتها التنافسية في السوق الصينية.
وأكدت أن محللين في شركة "نومورا هولدنجز" للشئون المالية قدروا أن الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضتها الصين بنسبة 10% تغطي ما يقرب من 19 مليار دولار من الواردات الأمريكية، مع فرض رسوم إضافية بنسبة 15% على سلع بقيمة 3 مليارات دولار.
وأشارت إلى أن بكين علقت الأسبوع الماضي واردات جميع الأخشاب الأمريكية، لافتة إلى مخاوف من الآفات إذ أرسل المصدرون الأمريكيون جذوع أشجار بقيمة 850 مليون دولار إلى الصين العام الماضي.
وفي حين أقر ترامب بأن الرسوم الجمركية ستسبب "اضطرابًا بسيطًا"، إلا أنه أخبر المزارعين الأمريكيين على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي "بالبدء في تصنيع الكثير من المنتجات الزراعية لبيعها داخل الولايات المتحدة".
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، رفض ترامب استبعاد أن سياساته قد تتسبب في ركود في الولايات المتحدة، ومع ذلك، تزايدت المخاوف لدى الخبراء، وكذلك المزارعين الأمريكيين، من أن الدول تتجه نحو تكرار مدمر للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين خلال فترة ولاية ترامب الأولى كرئيس.
وأوضحت الصحيفة أن معركة ترامب الأولى ضد الرسوم الجمركية في عام 2018 أدت لخسائر بقيمة 27 مليار دولار للزراعة في الولايات المتحدة، على الرغم من أن المزارع تلقت ما يصل إلى 23 مليار دولار كتعويض من الحكومة الفيدرالية عن الاضطرابات التجارية.