تُعد العلاقة بين الآباء والأبناء حجر الأساس في تكوين شخصية الطفل وثقته بنفسه، كما تلعب دورًا محوريًا في مدى استعداده لبذل الجهد وتحقيق النجاح، ومع تقدم الصغار في العمر، تتغير طبيعة العلاقة بين الطرفين، ولم يعد الأسلوب التقليدي في التربية، القائم على التوجيه الصارم والإشراف الكامل هو الأفضل، بل أصبح من الضروري بناء علاقة قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل، ما يعزز شعور الطفل بالاستقلالية والمسؤولية، ولذلك نستعرض في السطور التالية أهم مفاتيح بناء العلاقة الصحية بينك وبين طفلك، وفقاً لما نشر على موقع " psychologytoday"
- مع نمو الأطفال ووصولهم إلى مرحلة النضج، يتغير دورك من شخص يُصدر الأوامر ويتحكم في كل تفاصيل حياتهم إلى شخص يُرشدهم ويدعم قراراتهم، لم يعد الهدف هو السيطرة، بل توجيههم وتمكينهم من اتخاذ خياراتهم الخاصة، ولذلك بدلاً من إملاء القرارات عليهم، حاولي أن تمنحيهم الثقة في أنفسهم، كأن تقول: "أثق في أنك تفكر جيدًا في الأمر، وأحترم قرارك حتى لو كان مختلفًا عن رأيي" هذه الطريقة تُعزز لديهم الإحساس بالاستقلالية وتُظهر احترامك لنضجهم.
-كلما كبر الطفل، ازدادت حاجته إلى مساحة شخصية تُتيح له حرية اتخاذ قراراته، ولذلك من المهم أن تتفهمي ذلك ولا تُشعريه بأنه مُلزم بالتواصل معك طوال الوقت أو بمشاركة كل تفاصيل حياته، وإذا لم يقم بزيارتك أو التواصل معك كما كنت تتمنى، فلا تأخذي الأمر على محمل شخصي، حيث يمكنك إخباره ببساطة: "أعلم أنك مشغول، لكنني سأكون سعيدًا برؤيتك متى سنحت لك الفرصة" هذه الطريقة تُظهر تفهمك وتُبقي الباب مفتوحًا للتواصل.
-جميعنا نرتكب الأخطاء في التربية، وربما كنا أحيانًا قاسين أو متحكمين أكثر مما يجب، الاعتراف بذلك أمام أطفالك والاعتذار عن الأخطاء السابقة يساعد على بناء الثقة بينكم، كما أن الاعتذار الصادق دون مبررات أو أعذار، يُعطيهم رسالة واضحة بأنك ناضج ومسؤول عن أفعالك، كما يمنحهم الفرصة للشفاء من أي تجارب سلبية سابقة، مما يُحسّن علاقتكم على المدى الطويل.
-رغم رغبتك الدائمة في مساعدة أطفالك وتقديم النصائح لهم، إلا أن الإكثار منها دون طلب قد يُشعرهم بعدم الثقة في قراراتهم، و بدلاً من التدخل المباشر، اسأليهم: "هل تود سماع رأيي في هذا الموضوع، أم تفضل التعامل معه بطريقتك؟" هذه الطريقة تمنحهم الشعور بالاستقلالية.
-من أصعب الأمور على أي والد هو رؤية أطفاله يرتكبون الأخطاء، لكن هذه الأخطاء جزء لا يتجزأ من عملية التعلم والنضج، وبدلاً من محاولة حمايتهم بشكل مفرط، اسمحي لهم بخوض التجارب والتعلم من نتائجها، فهذا يعزز لديهم الثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ قرارات سليمة مستقبلاً.