أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر، إن العمل الإنساني يواجه وقتا عصيبا، حيث شكلت وتيرة وحجم تخفيضات التمويل للمساعدات الإنسانية صدمة هائلة لهذا المجال، محذراً من أن أكثر من 300 مليون شخص يحتاجون الآن إلى دعم إنساني".
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، اليوم الخميس، قال المسؤول الأممي "إنه على مستوى أسرة الأمم المتحدة وشركائها، نتخذ خيارات صعبة يوميا بشأن أي الأرواح سنعطيها الأولوية، وأيها سنحاول إنقاذها.. لذا أعتقد أن الأسابيع المقبلة ستحدد كيف سنعبر كحركة إنسانية هذا التحدي المستمر الذي يواجه شرعيتنا ومعنوياتنا وتمويلنا".
وأشار إلى رسالته التي وجهها عبر اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات وحدد فيها عشر نقاط حول كيفية الاستجابة للتحديات الراهنة.. وقال إن الرسالة الصعبة هي "أنه سيتعين علينا إعادة تنظيم صفوفنا بشكل مدروس"، مضيفا أنه مع تقليص الموارد، "فإن مهمتنا الأساسية ينبغي أن تكون أكثر وضوحا".
ولفت توم فليتشر إلى أنه سيستلم - في نهاية هذا الأسبوع - خططا مفصلة من جميع منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، حيث سيجتمع أولئك المسؤولون في كل دولة من دول الأزمات، مع الفريق القُطري الإنساني من مختلف الوكالات والمنظمات غير الحكومية، لمناقشة كيفية تغيير استراتيجياتهم لمواجهة هذا التحدي الجديد.
كما أكد المسؤول الأممي الحاجة إلى وضع حد لهذه الحقبة من الإفلات من العقاب والهجمات على المدنيين وعمال الإغاثة، ومحاسبة الجناة.
وذكَّر "فليتشر" بأن ما يقرب من نصف النداءات الإنسانية مولت عبر الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، منبها إلى أنه ينبغي إدراك السياقات التي تتخذ فيها الحكومات القرارات بتقليص التمويل، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بالحكومة الأمريكية.
وأشار إلى الحاجة إلى 47 مليار دولار لتقديم المساعدات للناس حول العالم، مشددا على أنه "يجب علينا إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح بالمال الذي لدينا، وليس بالمال الذي نرغب في الحصول عليه".
وعن الوضع في غزة، أشار وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية إلى الفارق الهائل الذي صنعه الإبقاء على تدفق المساعدات الإنسانية منذ وقف إطلاق النار، مضيفا "من الواضح أن هذا فرق لم نُحدثه خلال الأسبوعين الماضيين منذ إغلاق الحدود".
وأشار إلى أنه كان في غزة عندما تم الإعلان عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، حيث تحدث إلى العديد من الفلسطينيين عن هذا الأمر والذين أكدوا أنهم يخططون للبقاء، وشدد على أهمية الحفاظ على تدفق المساعدات؛ لأنها أحدثت فرقا كبيرا.
وعن الوضع في السودان، أشار المسؤول الأممي إلى زيارته الأخيرة إلى السودان والتي قال إن أحد أهدافها كان تسليط الضوء على الأزمة وإيصالها إعلاميا على نطاق أوسع.. وقال فليتشر "إن الوضع في دارفور تحديدا ومخيم زمزم الذي أُعلِن فيه عن تفشي المجاعة، صعب للغاية" داعيا إلى إنهاء هذا الصراع وإسكات أصوات الأسلحة حتى يتم الوصول إلى مزيد من المحتاجين.