الإثنين 14 ابريل 2025

تحقيقات

«المحاباة ثم الانقلاب».. استراتيجية أمريكية تدفع نحو إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية

  • 14-3-2025 | 16:15

روسيا

طباعة
  • محمود غانم

كان إنهاء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، والحرب الروسية الأوكرانية، أحد الوعود التي قطعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على نفسه ضمن حملته الانتخابية، وهو ما عمل على تحقيقه قبل تنصيبه رئيسًا للبلاد في يناير الماضي، حيث تم التوصل في الأولى إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وأما الثانية فقد اقترب توافق طرفي النزاع على محطة أولى من تهدئة بواسطة أمريكية يُعوَّل عليها في إنهاء الصراع الذي دخل عامه الرابع.

ولكي يتحقق ذلك، اتبعت الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية «المحاباة ثم الانقلاب»، فأولًا حابت غريمتها التقليدية «روسيا» على حساب حليفتها «أوكرانيا»، قبل أن يحصل في الأخير العكس.

فبدايةً اضطلعت «واشنطن» بمفاوضات مباشرة مع «موسكو» تستهدف إيجاد سبيل لإنهاء حرب ضد «كييف» التي لم تشترك في هذه المحادثات، في مشهدٍ أثار حنقها.

وفي المقابل، مارست الولايات المتحدة ضغوطًا غير مسبوقة على أوكرانيا، بهدف دفعها للقبول بما تفضي به المحادثات التي تخوضها مع روسيا، فأعلمتها علنًا أنه عليها أن تستجيب للجهود الرامية لإنهاء الحرب أو أن تقاتل بمفردها، وذلك قبل أن تقطع عنها المساعدات العسكرية والدعم الاستخباراتي.

وبينما كانت روسيا تترجم هذه القرارات إلى انتصارات ميدانية، لم تجد أوكرانيا خيارًا أمامها إلا القبول بما تريده الولايات المتحدة. فبعد أن كانت تُماطل، دخلت في مفاوضات مع «واشنطن» أفضت إلى قبولها مقترح «أمريكي» يقضي بإعلان هدنة لمدة 30 يومًا. 

وما إن وافقت أوكرانيا، حتى عادت الولايات المتحدة الأمريكية لدعمها استخباراتيًا وعسكريًا مرة أخرى، دعمًا في مواجهة الغزو الروسي، ليس هذه فحسب، بل تعتزم توجيه دعوة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لزيارة البيت الأبيض مرة أخرى.

وبعد أن وافقت أوكرانيا على الهدنة لمدة 30 يومًا، طالبت الولايات المتحدة، بدورها، روسيا بأن تحذو حذو أوكرانيا بالموافقة على الهدنة.

 

مواقف الأطراف

وعقب اجتماع الثلاثاء، الذي عقد بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، والذي أسفر عن قبول الثانية بمقترح الهدنة، أكدت الأولى، أن الكرة الآن أصبحت في معلب الروس.

وشددت الولايات المتحدة على أن الحرب الروسية الأوكرانية ليس لها حل عسكري، مؤكدة أن السبيل لإنهائها والوصول إلى هدف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هو من خلال المفاوضات

وفي مقابل ذلك، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن بلاده تريد بالفعل، وقف إطلاق النار في أوكرانيا، لكن قضايا الإشراف والمراقبة على وقف إطلاق النار لم تتضح بعد.

وقد شددت روسيا على أن موقفها من هدنة الشهر سيتحدد بعد تلقي "معلومات مفصلة" خلال الاتصالات الثنائية مع الولايات المتحدة.

ومن جانبه، اعتبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن التصريحات الرئيس الروسي هذه تبعث الأمل فيما يخص وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

وكشف الرئيس الأمريكي، أمس الخميس، أنه تحدث مع الأوكرانيين بخصوص الأراضي التي ستحتفظ بها روسيا، مشددًا على أن بلاده كانت شفافة بشأن هذه المسألة.

وبينما أكد الرئيس الأوكراني على أن بلاده لن تتخل عن أراضيها التي هي بحوزرة روسيا، أكدت الأخيرة، أن الأراضي التي ضمتها من أوكرانيا تابعة لها، وهذه المناطق، هي: شبه جزيرة القرم، وسيفاستوبول، وخيرسون، وزاباروجيا، ودونيتسك، ولوهانسك، مؤكدة أنها مناطق روسية وهي مدرجة في دستور البلاد.

وفي أعقاب ذلك، أفادت «موسكو»، بأن الرئيس فلاديمير بوتين، بعث رسالة خاصة إلى نظيره الأمريكي دونالد ترامب، تتعلق بمقترح وقف إطلاق النار، كاشفًا عن وجود «تفاؤل حذر» فيما يتعلق بهذا الإطار.

«موسكو» أكدت أن الرئيس فلاديمير بوتين نقل عبر المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، الذي اجتمع معه، «إشارات» حول الموقف الروسي من وقف إطلاق النار، وفي المقابل تلقى معلومات حول تفكير الإدارة الأمريكية بشأن أوكرانيا.

بوتين يتلاعب 

بدوره، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن نظيره الروسي يتجهز لرفض المقترح الأمريكي بشأن قف إطلاق النار، معتبرًا تصريحاته بهذا الخصوص تنطوي على التلاعب.

واتهم «زيلينسكي»، الرئيس الروسي بأنه يحاول جعل «الحلول المنطقية» مستحيلة في مثل هذه المواقف، مضيفًا:«يخشى أن يُبلغ الرئيس ترامب بصراحة برغبته في استمرار هذه الحرب والاستمرار بقتل الأوكرانيين».

وزعم أن روسيا تحاول أن تضع شروطًا مسبقة للمقترح تجعله إما يفشل أو يُمدد لأطول مدة ممكنة، مطالبًا بـ«الضغط» عليها عبر فرض العقوبات.

ويتوافق حديث الرئيس الأوكراني مع تقارير استخباراتية أمريكية «سرية» شككت في نية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إنهاء الحرب التي يشنها ضد أوكرانيا، بحسب ما أوردته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، مؤكدة أنه ما زال مصممًا على بسط نفوذه على أوكرانيا.

وحتى إن قبل الرئيس الروسي بالهدنة، فمن الوارد أن يستغلها في إراحة قواته وتجهيزها، حيث إنه قد يخرق الاتفاق باتباع أسلوب استفزازي لإلقاء اللوم على أوكرانيا، كما يقول مسؤولين وأوكرانيين حاليين وسابقين لـ«واشنطن بوست».

في غضون ذلك، قالت الصحيفة الأمريكية عن مصدر مطلع، إن بعض هذه التقييمات بخصوص موقف الرئيس الروسي، أثارت غضب ترامب على ما يبدو، وجعلته يهدد في الآونة الأخيرة بفرض عقوبات جديدة وصارمة على «موسكو».

 

 

الاكثر قراءة