تسعى الصين إلى عقد اجتماع بين الرئيس شي جين بينج وكبار المديرين التنفيذيين للشركات العالمية، خلال الشهر الجاري، في ظل توترات التجارة العالمية، بعد الرسوم الجمركية التي قررها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويتوقع أن يلتقي الرئيس الصيني عشرات من المديرين التنفيذيين العالميين بدءا من كين جريفين، مؤسس شركة "سيتاديل"، وصولا إلى رئيس مجلس الإدارة الجديد لشركة "إتش إس بي سي"، جورج الهايدري، في قمة سنوية تستضيفها العاصمة الصينية، بكين.
ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" عن مصادر على صلة بـ"منتدى التنمية الصيني" (سي دي إف) السنوي، قولهم "إن السلطات في بكين تواصلت مع رؤساء تنفيذيين بارزين يعتزمون حضور المنتدى، الذي تعده الصين اجتماع الأعمال والشركات الأبرز في البلاد، والذي يعقد في الربيع من كل سنة، وأشاروا إلى أن الاجتماع المحتمل بين الرئيس الصيني وكبار المديرين قد يعقد في 28 مارس الجاري، في أعقاب انتهاء فعاليات منتدى "سي دي إف".
وأفادت المصادر بأن الاجتماع وقائمة المدعويين لازالت قيد التفاوض، نظرا لتردد بعض كبار المديرين للانتظار في بكين بعد انتهاء "منتدى التنمية الصيني"، الذي سيعقد يومي 23 و24 من مارس الجاري.
وقال أحد المصادر المقربة من الحدث، إن بعض أولئك المدعوين للمشاركة في الاجتماع مع الرئيس الصيني شي، الذي يُنتظر أن يحضره نحو 20 أو أكثر من قادة الأعمال البارزين، قد يلغون حضورهم ومشاركتهم في منتدى "سي دي إف".
وذكرت المصادر أن القائمة النهائية للمشاركين في "منتدى التنمية الصيني" (سي دي إف) تضم نحو 72 من قادة الأعمال الرؤساء التنفيذيين لشركات عالمية كبرى، من بينهم ستيفين شوارزمان من شركة "بلاكستون"، وألبيرت بورلا لشركة "فايزر"، وكريستيانو أمون "كواليكوم"، وإيفان جرينبيرج لشركة "شاب"، وأمين الناصر لشركة "أرامكو"، السعودية ، وماساهيروكيهارا لشركة "ميزوهو"، وبيل وينترز "ستاندرد تشارترد"، وباتريك بوياني لـ"توتال"، وفينسينت كليرك لشركة "إيه بي مولر-مايريسك".
وذكرت (فاينانشيال تايمز) " أن الاجتماع المخطط للرئيس "شي" يأتي في وقت تسعى فيه بكين لعلاج تراجع التدفقات الاستثمارية الأجنبية داخل ثاني أكبر اقتصاد في العالم، الذي يعاني أزمة عقارية ممتدة منذ سنوات، فضلا عن تدني ثقة المستثمرين والمستهلكين، وترى الشركات العالمية أن القيود التي تعرقل قدرتها على الوصول إلى السوق في الصين، والركود المستمر، وتصاعد المنافسة من المنافسين المحليين، تؤتي على هوامشها الربحية، في الوقت نفسه، تأمل الصين في الحصول على دعم قادة الأعمال العالميين، ممن استثمروا منهم بكثافة في الصين، في وقت تحاول فيه الصمود أمام السياسة التجارية والرسوم المتصاعدة المتزايدة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي فرض رسوماً جمركية إضافية نسبتها 20 في المئة على الصادرات الصينية، وهو الأمر الذي دفع بكين إلى اتخاذ تدابير تصعيدية هذا الأسبوع باستهداف المنتجات الزراعية الأمريكية".
كان الرئيس الصيني شي، قد عقد لقاء مع قادة أعمال أمريكيين في العام الماضي بعد انتهاء فعاليات "منتدى التنمية الصيني"، والتقى مجموعة ضمت نحو 20 من رؤساء مجالس إدارات شركات أمريكية كبرى، في "قاعة الشعب الكبرى"، ذلك المجمع السياسي الضخم المطل على ميدان السلام السماوي (تيانامين) في العاصمة بكين.