تسلط الأضواء، اليوم السبت، على حي المطرية بالقاهرة، حيث يجري وضع اللمسات الأخيرة لإقامة أكبر مائدة إفطار شعبية في مصر، في عادة رمضانية سنوية درج عليها الأهالي هناك، حتى أصبحت مشهدًا أيقونيًا بالنسبة لهم.
حكاية إفطار المطرية
منذ عام 2013، اعتاد أهالي عزبة حمادة بالمطرية على تنظيم مائدة إفطار رمضانية شعبية، في يوم 15 رمضان من كل عام، في مشهد يجمع أهالي الحي ويدعم روح التكافل بينهم.
وكانت البداية عبر تجمع أسر صغيرة من عائلة الصعايدة بعزبة حمادة على ثلاث أو أربع طاولات للإفطار معًا في منتصف شهر رمضان، لكن فيما بعد أصبح هذا المشهد يضم مختلف الأهالي، قبل أن يصل إلى المشهد المهيب الذي نعاينه اليوم.
وبمرور السنوات، أصبح هذا الحدث يكتسب زخمًا أكثر فأكثر، فاليوم أصبح حضوره لا يقتصر فقط على أهالي المنطقة، حيث بات يحظى بحضور شعبي من مختلف المحافظات، فضلًا عن حضور رسمي.
ويتولد هذا الحدث عبر جهود بحتة من قبل أهالي "عزبة حماد"، للخروج بهذا المشهد الذي يجلب الفرحة والسرور عليهم، حيث يقوم الشباب بتنظيف الشوارع وطلاء المباني، بالإضافة إلى تنظيم حركة المرور بالشوارع، بينما تقوم السيدات بإعداد الطعام.
وخلال العام الماضي، أشارت التقديرات إلى أن هذا الحدث شهد حضور نحو 10 آلاف شخص تناولوا طعام الإفطار على نحو 570 مائدة امتدت إلى نحو 1000 متر.
وإلى جانب هؤلاء، شهد إفطار المطرية حضورًا رسميًا غير مسبوق، حيث شارك وزير الشباب والرياضة دكتور أشرف صبحي، والدكتور أسامة الأزهري، الذي تقلد منصب وزير الأوقاف فيما بعد، ووزيرتا الهجرة السابقتان السفيرة سها جندي، والسابقة السفيرة نبيلة مكرم، فضلًا عن حضور بعض أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، برفقة عدد من الفنانين والمشاهير.
بينما من المتوقع أن يزيد العدد هذا العام، وفي ظل هذا التزايد الحاصل عامًا بعد عام، يطمح الأهالي إلى دخول موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية بأطول مائدة إفطار رمضانية، غير أن هذا الحلم ما زال بعيدًا.
ومما يعكس أهمية هذا الحدث، قيام الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، يرافقه إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، الأسبوع الماضي، بجولة تفقدية لمتابعة التجهيزات النهائية لإفطار المطرية المقرر له اليوم. وقد استقبل الأهالي وشباب منطقة المطرية وزير الشباب والرياضة بممر شرفي، تعبيرًا عن تقديرهم وامتنانهم لدعمه المستمر للمشروعات الشبابية والخدمية بالمنطقة.
وأوضح وزير الشباب والرياضة، أن هناك تعاونًا بين شباب "15 رمضان" بالمطرية واتحاد الخدمة العامة التطوعية للشباب وصندوق تحيا مصر لخروج الحدث بالشكل اللائق، مشيرًا إلى أن هذا الحدث يعبر عن روح التكافل والتعاون في المجتمع المصري ويعكس أصالة المجتمع وشبابه كصورة مضيئة ورسالة قوية عن تماسك المجتمع المصري.
وأضاف أن الوزارة مستمرة في دعم المبادرات المجتمعية التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة، مشيدًا بروح التعاون بين الشباب والمتطوعين في تنظيم هذا الحدث.
من جانبه، أشاد محافظ القاهرة، بالتحضيرات الخاصة بالإفطار الجماعي، مؤكدًا أن مثل هذه الفعاليات تعكس قيم الترابط بين أفراد المجتمع، وتعزز من دور المؤسسات الحكومية في دعم المبادرات الخيرية.