الأحد 13 ابريل 2025

تحقيقات

مقاضاة إسرائيل و«اللوبي».. كواليس القرار الأمريكي بطرد سفير جنوب إفريقيا

  • 15-3-2025 | 18:54

جنوب أفريقيا - الولايات المتحدة

طباعة
  • محمود غانم

تُرجمت انتقادات الولايات المتحدة الأمريكية لجنوب إفريقيا، التي كانت تارة بسبب مقاضاة إسرائيل في العدل الدولية، وتارة أخرى بسبب اضطهاد الأقلية البيضاء لديها، بطرد سفيرها، متذرعة بأنه يعمل على إثارة الفتنة العرقية، غير أن غرفة صناعة القرار حوت بين جدرانها تفاصيل أكثر، لا يمكن فصلها عما أشير إليه.

  سفيركم يكره البلاد

طردت الولايات المتحدة الأمريكية، الجمعة، سفير جنوب إفريقيا لديها، حيث أعلنت أنه شخص غير مرغوب فيه، جراء تصريحات له ألمح فيها إلى عنصرية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.  

وقال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إن سفير جنوب إفريقيا لدى الولايات المتحدة، إبراهيم رسول، لم يعد موضع ترحيب في البلاد، معتبرًا إياه "سياسيًا مثيرًا للفتنة العرقية، يكره الولايات المتحدة، ويكره رئيسها".  

وأكد وزير الخارجية الأمريكي، أنه ليس لدى بلاده ما تناقشه مع سفير "بريتوريا"، ولذلك فهو يعتبر شخصًا غير مرغوب فيه، وهو ما اعتبرته جنوب إفريقيا أمرًا مؤسفًا.

وأبدت جنوب أفريقيا -في بيان صادر في إطار التعقيب على ذلك- تأسفها على قرار الولايات المتحدة بطرد سفيرها إبراهيم رسول. 

ودعت جنوب أفريقيا في هذا السياق كل الأطراف المعنية إلى الحفاظ على اللياقة الدبلوماسية الراسخة في تعاملهم مع هذه المسألة، مشددة على التزامها ببناء علاقة مع الولايات المتحدة تعود بالفائدة المشتركة. وجاء إعلان وزير الخارجية الأمريكي الفائت في أعقاب تصريحات لـ"رسول" -تناقلتها وسائل الإعلام- بشأن أن التفوق الأبيض هو الذي يدفع الرئيس الأمريكي إلى "عدم احترام" "النظام المهيمن الحالي" في العالم، بما في ذلك الأمم المتحدة ومجموعة العشرين.

 

 توتر موجود 

وفُسر قرار الولايات المتحدة بطرد سفير جنوب إفريقيا بأنه يأتي في إطار التوتر المتصاعد بين البلدين منذ تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للأولى في يناير الماضي. ففي الشهر الماضي، قرر الرئيس دونالد ترامب وقف المساعدات المالية المقدمة لجنوب إفريقيا، وهاجم سياسة "بريتوريا" الخارجية، خاصة فيما يتعلق بملاحقة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في حربها ضد قطاع غزة.

ومبررًا قراره، قال "ترامب"، إن جنوب أفريقيا اتخذت مواقف عدوانية نحو الولايات المتحدة وحلفائها، بما فيها اتهام إسرائيل، وليس حركة حماس، بارتكاب إبادة جماعية في محكمة العدل الدولية، فضلًا عن إعادة تنشيط علاقاتها مع إيران لتطوير اتفاقات تجارية وعسكرية ونووية، وفق قوله.  

وفي سياق منفصل، وصف الرئيس الأمريكي، في أعقاب هذا، جنوب إفريقيا بالـ"فظيعة"، حيث إن "المزارعين فيها يعانون منذ فترة طويلة، إذ يتم مصادرة أراضيهم ومزارعهم، وأسوأ من ذلك بكثير، أصبح المكان سيئًا الآن، ونحن نوقف كل التمويل الفيدرالي لها".  

وقال الرئيس دونالد ترامب، إن "المزارعين الراغبين في الفرار من جنوب إفريقيا سيتم دعوتهم وتسريع إجراءات حصولهم على الجنسية الأمريكية"، ليس هذا فحسب، بل ذكر البيت الأبيض كذلك أن "واشنطن" ستضع خطة لتوطين المزارعين من جنوب إفريقيا وعائلاتهم كلاجئين في البلاد.  

وبهذه التصريحات، يشير "ترامب" إلى قانون مصادرة الأراضي الذي أقرته جنوب إفريقيا مؤخرًا، وهو قانون من شأنه أن يسهل على الدولة مصادرة الأراضي من أجل المصلحة العامة.

وبموجب القانون، يتم دفع التعويضات في غالبية القضايا للمالكين البيض -وهم الأقلية التي تمتلك غالبية الأرض- ولا يعني ذلك مصادرة الأراضي لصالح المواطنين السود -الأكثرية التي تعاني من عدم المساواة في هذا الصدد جراء إرث الحقبة الاستعمارية الذي جردهم من أراضيهم- بل للمصلحة العامة.  

غير أن هذا الأمر لم يمر مرور الكرام عند الولايات المتحدة، في إطار مزاعم لوبي جنوب أفريقي أبيض الناشط في "واشنطن"، بأن هناك مذابح ترتكب بحق المواطنين البيض في جنوب أفريقيا، وهو ما استهوى الرئيس الأمريكي.  

وصعدت الولايات المتحدة من انتقاداتها للبلد الإفريقي في هذا الإطار تحديدًا، حيث إنه على إثر ذلك قرر وزير الخارجية الأمريكي عدم المشاركة في اجتماعات مجموعة العشرين هذا الشهر، التي تستضيفها "بريتوريا".

الاكثر قراءة