استبقت الولايات المتحدة الأمريكية تهديدات جماعة الحوثيين باستئناف حظر حركة الملاحة الإسرائيلية قبالة السواحل اليمنية، لتعلن عن شن هجوم واسع النطاق يبدو أنه تم التحضير له سلفًا، ولكن في الأخير لا يمكن فصله عما تم الإشارة إليه.
هجمات على اليمن
قُتل 31 يمنيًا، فضلًا عن إصابة 101 آخرين -وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لجماعة الحوثي- جراء هجمات شنتها الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيهات من الرئيس دونالد ترامب، يُزعم أنها استهدفت مواقع لجماعة أنصار الله الحوثي، تحت ذريعة الحفاظ على حرية الملاحة البحرية.
وجاءت الهجمات الأمريكية ضد اليمن بعد انتهاء المهلة التي حددتها جماعة الحوثي اليمنية لإسرائيل باستئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإلا فإنها ستعاود استئناف حظر حركة الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن.
غير أن الولايات المتحدة الأمريكية -الداعم الأكبر لإسرائيل- استبقت الأحداث لتعلن عن عملية عسكرية ضد جماعة الحوثي، هي الأولى منذ تنصيب الرئيس دونالد ترامب في يناير الماضي.
ومع ذلك، أكد إعلام أمريكي، أن التخطيط والتنظيم لهذه العملية التي جاءت على نطاق أوسع، استغرق وقتًا طويلًا، جراء العمل على جمع المعلومات الاستخباراتية اللازمة، بمعنى أن العملية جاءت في سياق منفصل عن تهديدات الحوثيين الأخيرة.
في غضون ذلك، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مساء السبت، إنه أمر جيش بلاده بشن عملية عسكرية حاسمة وقوية ضد الحوثيين في اليمن، مبررًا ذلك بأنهم شنوا حملة متواصلة من العنف ضد السفن والطائرات والمُسيّرات الأمريكية، وفق قوله.
وشدد دونالد ترامب، على أن بلاده لن تتسامح مع هجوم الحوثيين على السفن الأمريكية وستستخدم القوة "المميتة الساحقة" حتى تحقق أهدافها، على حدّ قوله.
من جهته، زعم البيت الأبيض، أن هجمات الحوثيين أدت إلى تحويل مسار نحو 60 بالمائة من السفن إلى أفريقيا بدلًا من عبور البحر الأحمر، موضحًا أنهم هاجموا السفن الحربية الأميركية 174 مرة، والسفن التجارية 145 مرة منذ عام 2023.
وأضاف مبررًا هجماته ضد اليمن، أن "هجمات الحوثيين على الشحن البحري منذ عام 2023 أثرت سلبًا على الأمن الاقتصادي الأميركي والتجارة العالمية".
وبينما من المؤكد أن الهجمات التي طالت صنعاء بداية، ثم توسعت لتشمل صعدة وذمار ومأرب وحجة، شاركت فيها الولايات المتحدة، فإن جماعة الحوثي اليمنية ذكرت تارة أنها جاءت بمشاركة إسرائيلية، وتارة أخرى بمشاركة بريطانية.
وذكرت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، أن صنعاء تعرضت لست غارات طالت حي الجراف حيث يقع مطار صنعاء الدولي ومبنى الإذاعة والتلفزيون ومناطق عطّان وسنحان وجربان وحي حدة، في حين استهدفت الغارات في صعدة محطة الكهرباء.
وفي ذمار، طال القصف أطراف المدينة، فيما طال القصف مديرية "مجزر" بمحافظة مأرب التي تشهد حشودًا عسكرية حوثية، كذلك طال القصف مديرية "مبّين" في محافظة حجة.
ومن جانبها، أكدت جماعة الحوثي، أن ما قالت إنه "عدوان أمريكي بريطاني" لن يمر بدون رد، مؤكدة أن هذا العدوان جاء على خلفية موقف اليمن المساند للشعب الفلسطيني.
وشددت الجماعة، على أن ذلك العدوان لن يقوضها عن الاستمرار في دعم فلسطين والقيام بواجباتها في إسناد غزة.
وفي إطار المساندة، أدانت حركة حماس الفلسطينية، الهجمات الأمريكية البريطانية على اليمن، معتبرة إياه انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، بالاعتداء على سيادة واستقرار اليمن.
كما أدانت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، القصف الأمريكي البريطاني على اليمن، معتبرة إياه دعم لإسرائيل وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، وبخاصة في سوريا ولبنان.
على الصعيد الدولي، طالبت روسيا، الولايات المتحدة بوقف هجماتها ضد الحوثيين في اليمن فورًا.
وقالت وكالة الأنباء "رويترز" عن وزارة الخارجية الروسية، إن الوزير سيرجي لافروف أكد لنظيره الأمريكي ماركو روبيو، على ضرورة الوقف الفوري لاستخدام القوة ضد الحوثيين في اليمن.
وذكرت الخارجية الروسية أن لافروف أكد -خلال اتصال هاتفي- أنه من المهم لجميع الأطراف الانخراط في حوار سياسي لإيجاد حل لتجنب المزيد من إراقة الدماء، وفق المصدر ذاته.
ومن ناحيتها، اعتبرات إيران، أن ما أسمته بـ"العدوان الأمريكي البريطاني" على اليمن انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية.
وأكدت إيران، على مسؤولية الأمم المتحدة ومجلس الأمن في مواجهة الانتهاكات والتهديدات للسلم والأمن الدوليين.