أوضحت دراسة نشرت على موقع " medicalxpress"، وجود علاقة وثيقة بين الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتطور اضطرابات نفسية تتعلق بالأوهام، مثل النرجسية واضطراب تشوه الجسم، فبينما تُستخدم هذه المنصات كوسيلة للتواصل والتعبير عن الذات، قد يكون لها تأثيرات سلبية خطيرة، خاصةً على النساء اللواتي يتعرضن لضغوط متزايدة فيما يتعلق بالمظهر، والهوية، والتفاعل الاجتماعي.
واستعرض باحثو جامعة سيمون فريزر أكثر من 2500 دراسة أكاديمية حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الاضطرابات النفسية، ونُشرت نتائجهم في مجلة BMC Psychiatry، وأظهرت المراجعة أن الأوهام النفسية هي الأكثر شيوعًا بين الاضطرابات المرتبطة بالاستخدام المفرط لهذه المنصات.
وتشمل هذه الأوهام:
- اضطراب الشخصية النرجسية، حيث تتضخم مشاعر التفوق والاهتمام بالذات.
- الهوس الجنسي، الاعتقاد الخاطئ بأن شخصًا مشهورًا يبادل المستخدم الحب أو الاهتمام.
- اضطراب تشوه الجسم، قناعة وهمية بوجود عيوب جسدية تحتاج إلى تصحيح، مما يؤدي إلى ضغوط نفسية شديدة.
- فقدان الشهية، أوهام تتعلق بحجم الجسم تدفع المرأة إلى إتباع أنظمة غذائية صارمة أو أنماط حياة غير صحية.
وأضاف الباحثون، أن النساء من أكثر الفئات تضررًا من معايير الجمال المثالية التي تروج لها وسائل التواصل الاجتماعي، الصور المعدلة، الفلاتر، والمقارنات المستمرة، والتي يمكن أن تخلق ضغوطًا نفسية هائلة تؤثر على تقدير الذات، مما يزيد من خطر الإصابة باضطرابات الأوهام.
وأشار الباحثون، أن المنصات الاجتماعية تفاقم هذه الأوهام، لأنها تسبب المشاكل النفسية الآتية:
- تعزيز الصور غير الواقعية، الفلاتر وبرامج تعديل الصور تعزز معايير جمال غير حقيقية، مما يدفع النساء للسعي وراء الكمال غير الممكن.
- المقارنات المستمرة، مشاهدة الحياة "المثالية" للآخرين على الإنترنت قد تؤدي إلى الشعور بعدم الرضا عن الذات.
- العزلة الاجتماعية، قضاء وقت طويل في العالم الافتراضي يقلل من التفاعل الواقعي، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للعيش في أوهام غير واقعية.
وتوصلت الدراسة إلى أن تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يساعد في تحسين الصحة النفسية، خاصةً لأولئك الذين يعانون من اضطرابات الأوهام، وقدمت مجموعة من الحلول المقترحة:
- تعزيز الوعي الذاتي، حيث من المهم أن تدرك المرأة أن ما تراه على الإنترنت ليس دائمًا حقيقيًا.
- التحقق من الواقع، والاعتماد على العلاقات الحقيقية بدلًا من العيش في عالم افتراضي مثالي.
- الحد من وقت الشاشة، وتخصيص وقت محدد لوسائل التواصل الاجتماعي لمنع التعلق الزائد بها.
- دعم المحتوى الإيجابي، و متابعة الحسابات التي تعزز الثقة بالنفس والصحة النفسية بدلاً من تلك التي تروج لمعايير غير واقعية.