عُقدت ندوة بعنوان "العفو"، ضمن فعاليات معرض فيصل الثالث عشر للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة.
جاءت الندوة بالتعاون مع وزارة الأوقاف، وأدارتها سهام عبد الحميد، مدير إدارة المتابعة بالهيئة، واستضافت الدكتورة جيهان ياسين، الواعظة بوزارة الأوقاف، التي قدمت محاضرة قيّمة حول أهمية العفو في الإسلام وأثره على الفرد والمجتمع.
تناولت الدكتورة جيهان مفهوم العفو كقيمة إنسانية تُسهم في تحقيق التماسك الاجتماعي والسلام النفسي، مؤكدةً أنه ليس ضعفًا، بل يعكس قوة الإيمان والثقة بالنفس، واستشهدت بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تحث على العفو والتسامح، مشيرةً إلى فوائده النفسية والاجتماعية، حيث يسهم في راحة البال وتعزيز العلاقات الإنسانية.
وأوضحت أن الوصول إلى درجة العفو يحتاج إلى تدريب مستمر، إذ إن النفس البشرية تحمل عيوبًا، ولكن التعامل مع الآخرين بمنطق التسامح والعدل يحقق الحياة الطيبة، خاصةً أن الله يتعامل مع عباده بالرحمة والعدل.
شهدت الندوة تفاعلًا ملحوظًا من الحضور، الذين طرحوا أسئلة حول كيفية تحقيق العفو في الحياة اليومية، والتعامل مع المواقف التي تتطلب تسامحًا.
وفي ختام الندوة، تم التأكيد على أهمية نشر ثقافة العفو والتسامح، خاصةً في ظل التحديات المجتمعية، مع التوضيح بأن العفو لا يعني التنازل عن الحقوق، بل هو اختيار حكيم يحقق السلام الاجتماعي، جاء ذلك في أجواء روحانية، ونحن على مشارف العشر الأواخر من رمضان، حيث العفو من أعظم القيم التي دعا إليها النبي ﷺ لتحقيق الطمأنينة والمغفرة.