مع بدء العشر الأواخر من الرمضان والليالي الوترية، التي ستبدأ اليوم أولها، يحرص الكثيرون على الإكثار من العبادات والتعبد والطاعات، طلبا لبلوغ ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وكشفت دار الإفتاء عن الأعمال المستحبة في هذه الليالي وكيفية بلوغ ليلة القدر.
حكم التدخين في أثناء الصيام
وفي ردها على سؤال ما حكم التدخين في أثناء الصيام؟، أوضحت دار الإفتاء أن التدخينُ عادة سيئة مُحرَّمةٌ تضر بصحة الإنسان، وهو أيضًا مُفْسِدٌ للصوم موجبٌ للقضاء؛ فالدخان بجميع أنواعه من المواد العضوية التي تتكاثف بعد حرق التبغ وتصير جِرْمًا يدخل جوف الإنسان، وهذا بخلاف شم الروائح والعطور ونحو ذلك كما نص عليه العلامة ابن عابدين في «رد المحتار» (2/ 395، ط. دار الفكر) قال: «لوضوح الفرق بين هواء تَطَيَّب بريح المسك وشَبَهِه، وبين جوهر دُخان وصل إلى جوفه بفعله».
ليلة القدر
وعن ليلة القدر، أوضحت الإفتاء أنه اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر، وَجَمَعَ بعضُ أهلِ العلم بَيْنَ هذه الرِّواياتِ فقال إنها تَتنقلُ في لَيالي العَشْر.
وأكد الشيخ هشام ربيع، أن الله عز وجل قال إن ليلة القدر خير من ألف شهر، خير في العبادة والثواب، وقال الرسول من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، موضحا أن هذه الآية والحديث الشريف يوضحان فضل ليلة القدر، لذلك يجب على كل شخص أن يحرص على اغتنامها وألا تفوته هذه الليلة.
وأكدت الإفتاء أنه ينبغي إحياء ليالي العشر الأخيرة من رمضان بصنوف العبادات، وصلة الأرحام، وحُسن الْجِوار، والتوسعة على الأهل والأقارب، وكثرة الذكر، والاعتكاف، والتهجد، والدعاء والتضرع إلى الرؤوف الرحيم سبحانه.
في أي الليالي ليلة القدر؟
اختلف العلماء فيها اختلافا كبيرا وأشهر أقوالهم أنها منحصرة في العشر الأواخر، لياليه الفردية والزوجية، وقيل هي ليلة الثالث والعشرين وقيل الخامس والعشرين وقيل السابع والعشرين وقيل التاسع والعشرين، وأرجع الأقوال أنها في الوتر من العشر الأواخر وأنها تنتقل من ليلة لأخرى، والحكمة من إخفائها أن يجتهد المسلم في العبادة في هذه الليالي لذلك نجتهد في العشر الأواخر من رمضان حتى نصيب خيرها وبركتها، والليالي الوترية في هذا الشهر الفضيل هي:
ليلة 21 رمضان: تبدأ مع مغرب الخميس 20 رمضان وتنتهي مع فجر الجمعة 21 رمضان.
ليلة 23 رمضان: تبدأ مع مغرب السبت 22 رمضان وتنتهي مع فجر الأحد 23 رمضان.
ليلة 25 رمضان: تبدأ مع مغرب الاثنين 24 رمضان وتنتهي مع فجر الثلاثاء 25 رمضان.
ليلة 27 رمضان: تبدأ مع مغرب الأربعاء 26 رمضان وتنتهي مع فجر الخميس 27 رمضان.
ليلة 29 رمضان: تبدأ مع مغرب الجمعة 28 رمضان وتنتهي مع فجر السبت 29 رمضان.
والأعمال المستحبة فيها قيام الليل وقراءة القرآن والصدقة والدعاء.
ومن الأعمال المستحبة، أيضا الجلوس في المسجد حتى طلوع الشمس وذلك بقدر الاستطاعة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن صَلَّى الفَجرَ في جَماعةٍ، ثمَّ قعَدَ يَذكُرُ اللهَ تَعالى حتى تَطلُعَ الشَّمسُ، ثمَّ صَلَّى رَكعَتينِ، كانتْ كأجْرِ حَجَّةٍ وعُمرةٍ، تامَّةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ».
ومن الأعمال المستحبة، الإكثار من البر بالوالدين وصلة الأرحام وعيادة المرضى ومواساة المحتاجين وعدم الهجر، فالكل مغفور له في رمضان بإذن الله تعالى مادام قد قام بحق الله إلا ثلاثة: عاق لوالديه وقاطع رحم ومشاحن؛ فعلينا أن ننهي أي خصومة وأن نحرص على هذه الأعمال الصالحة.
صيام المريض
وأوضحت الإفتاء أنه إن لم يستطع المسلم الصيام لمرض لا يرجى شفاؤه أو لكبر سنه يلحق معه مشقة كبيرة حال صومه؛ جاز له الفطر، وعليه إخراج فدية عن كل يوم أفطره إطعام مسكين، وقيمة الفدية بحسب الحال والاستطاعة.