الجمعة 21 مارس 2025

بورتريه الهلال

سميرة موسى.. منارة العلم

  • 20-3-2025 | 15:04

سميرة موسى

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

في شهر مارس، حيث يحتفل العالم بإنجازات المرأة وإسهاماتها في مختلف المجالات، تبرز ذكرى واحدة ملهمة تترك بصمة لا تُنسى في تاريخ العلم المصري والعالمي، إنها سميرة موسى، "ميس كوري الشرق"، التي كسرت الحواجز وتميزت كأول عالمة ذرة مصرية وأيقونة للمرأة الطموحة، وبينما نحتفي بدور المرأة في التغيير والإبداع، نستعيد حكاية عالمة لم تكتفِ بتحقيق نجاحات شخصية، بل قدّمت للعالم رؤى علمية وإنسانية عميقة ستظل مصدر إلهام للأجيال المقبلة.

سميرة موسى، أول عالمة ذرة مصرية وأول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة)، ولدت في 3 مارس 1917 بقرية سنبو الكبرى، محافظة الغربية، وكان والدها يحظى بمكانة اجتماعية مرموقة بين أبناء قريته، فكان بيته مثل المجلس يتجمع فيه أهل القرية ليتناقشوا في كل ما يتعلق بالأمور السياسية والاجتماعية.

منذ صغرها، أظهرت سميرة ذكاءً استثنائيًا وحبًا شديدًا للعلم، وحفظت القرآن الكريم وأتقنت القراءة والكتابة وهي صغيرة السن، وحين لاحظ والدها موهبتها الفريدة، قرر الانتقال بها إلى القاهرة لتلقي تعليم مميز، حيث التحقت بمدرسة "قصر الشوق" الابتدائية، ثم مدرسة "بنات الأشراف" التي أسستها نبوية موسى.  

حصلت سميرة موسى على العديد من الجوائز في جميع مراحلها التعليمية، كانت الأولي علي شهادة التوجيهية عام 1935، وكان ذلك وقتها غير مألوفًا أن تحصل فتاة على تلك الشهادة فكانت الفتيات يحصلون عليها من المنازل، وبسبب نبوغها وتفوقها العلمي كانت الحكومة تقدم معونات مالية للمدرسة التي يخرج منها الأول، قررت سميرة الانتقال من مدرستها إلى مدرسة حكومية أخري يتوفر بها معمل فعندما سمعت ناظرة المدرسة نبوية موسى قررت شراء معمل خاص.

بدأت تظهر براعتها أكثر عندما أعادت صياغة كتاب الجبر الحكومي في السنة الأولي الثانوية، وطبعته علي نفقة أبيها الخاصة، ووزعته بالمجان علي زميلاتها، حتى انتقلت إلى المرحلة الجامعية والتحقت بكلية العلوم على الرغم من أن مجموعها كان يؤهلها لكلية الهندسة إلا أنها أبت واختارت تلك الكلية التى كان من حسن الحظ متولى عمادتها الدكتور مصطفي مشرفة، التى تأثرت به كثيرًا وكان ملهم ومشجع لها حتى أنه أصر على تعيينها معيدة بعد أن حصلت على الترتيب الأول على دفعتها وتجاهل اعتراضات الأساتذة الأجانب الإنجليز لأنها تستحق.

شاركت في جمعية الطلبة للثقافة العامة فكان هدفها محو الأمية في الريف المصري، وانضمت لجماعة النهضة الاجتماعية لجمع التبرعات لمساعدة الأسر الفقيرة، التحقت للانضمام لجماعة إنقاذ الطفولة المشردة، وإنقاذ الأسر الفقيرة

حصلت علي شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات، سافرت في بعثة إلي بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحازت علي الدكتوراه في الأشعة السينية وتأثيرها علي المواد المختلفة، كما أسست هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر من إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948،  ونظمت مؤتمر الذرة من أجل السلام الذي استضافته كلية العلوم وشارك فيه عدد كبير من علماء العالم، كما حاولت التوصل لعلاج السرطان بالذرة في أن يكون مثل الأسبرين فكانت تأمل لتحقيق ذلك.          

توفيت سميرة موسى في 5 أغسطس 1952، بعد زيارتها لمعامل نووية في كاليفورنيا، في حادث سيارة أليم، وقعت من مرتفع عالٍ، رحلت على إثره.

الاكثر قراءة