السبت 22 مارس 2025

ثقافة

نساء في الإسلام (21 ــ 30)| أُمُّ سُلَيْمٍ بنت ملحان.. عروس اختارت مهرها الإسلام

  • 21-3-2025 | 20:23

أم سُليم بنت ملحان

طباعة
  • همت مصطفى

في أروقة التاريخ وإشراقة الحضارة، تتلألأ صور «نساء الإسلام» كنجومٍ سطعت في سماء الإيمان والعطاء، خلدهن إيمانهن و مواقفهن القوية دفاعًا عن ديننا الحنيف ينشدون ثواب الآخرة والهدى للبشرية كلها فتركن أثرًا كبيرًا  محفوظًا في ذاكرتنا ووجداننا وهدى وبوصلة لنا في الطريق.

ومع بوابة «دار الهلال» في أيام شهر رمضان الكريم لعام 1446 هجريًا  نقدم كل يوم حلقة من سلسلة «نساء في الإسلام» لتأخذنا إلى عمق النفوس، حيث تتجسد شجاعة المرأة وعزمها في مواجهة تقلبات الزمان، في كل حلقةٍ، نكتشف حكاياتٍ نسجت بخيوط العزيمة والإيمان، رسمت بمسحاتٍ من النور ملامح الحضارة الإسلامية هنا، يتلاقى الجمال الروحي مع القوة الإنسانية، وتنبثق من رحم التحديات أروع معاني التضحية والكرامة، لتكون المرأة ركيزة لا غنى عنها في بناء حضارتنا وإرثها العريق.

ولقاءنا في اليوم الواحد والعشرين من رمضان 1446 هجريًا الموافق 21 مارس 2025 ميلاديًا مع الصحابية الجليلة.. أم سُلَيم بنت ملحان   «رضي الله عنها»

أم سُليم بنت ملحان، رضي الله عنها، كانت من الصحابيات اللواتي جاهدن في سبيل الإسلام؛ فقد شاركت في معركتي أُحد وحُنين ، اخْتُلِفَ في   السير  في اسم «أم سُليم»، فقيل: الرُّمَيصاء، والغُمَيصاء، وسهلة، ومليكة، ورميلة،  لذلك ذُكرت بلقبها لأنَّه أصح ما ذُكر فيها، وهو أم سُلَيْم بنت ملْحان،  الأنصارية الخزرجية، وملْحان: هو مالك بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجّار.

تزوّجت السيدة «أم سُليم»  من مالك بن النضر أبو الصحابي الجليل أنس بن مالك، فولدت له أنسًا، ثمّ قُتل عنها زوجها وكان مشركًا، ثمَّ أسلمت وتقدّم لخطبتها أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري، لكنها رفضته  لأنَّه مشركٌ، ودعته إلى الإسلام فأسلم، وكان مهرها إسلامه، وأنجبت له عبد الله وأبا عمير.

 

و عُرفت السيدة  «أم سُليم» بالعديد من الصفات الحسنة من بينها الحكمة والعقل، و  رُوي عنها في المسند: (أنَّ أبا طَلْحةَ مات له ابنٌ، فقالت أُمُّ سُلَيمٍ: لا تُخبِروا أبا طَلْحةَ حتى أَكونَ أنا الذي أُخبِرُه ،  فسَجَّتْ عليه، فلمَّا جاء أبو طَلْحةَ وضَعَتْ بيْن يَدَيهِ طعامًا، فأكَلَ، ثمَّ تَطَيَّبَتْ له، فأَصابَ منها، فعَلِقَتْ بغُلامٍ، فقالت: يا أبا طَلْحةَ، إنَّ آلَ فُلانٍ استَعارُوا مِن آلِ فُلانٍ عاريَّةً، فبَعَثوا إليهم: ابعَثُوا إلينا بعاريَّتِنا، فأبَوْا أنْ يَرُدُّوها، فقال أبو طَلْحةَ: ليس لهم ذلك؛ إنَّ العاريَّةَ مُؤَدَّاةٌ إلى أهْلِها، قالت: فإنَّ ابنَك كان عاريَّةً مِنَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وإنَّ الله عزَّ وجلَّ قد قَبَضَه.. فاستَرجَعَ، قال أنسٌ: فأُخبِرَ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بذلك، فقال: بارَكَ اللهُ لهما في لَيلَتِهما)

المرأة المجاهدة

 واتسمت السيدة أم سليم بنت ملحان، بالإقدام والشجاعة: لِما رواه عنها ابنها أنس -رضي الله عنه-: «أنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ اتَّخَذَتْ يَومَ حُنَيْنٍ خِنْجَرًا، فَكانَ معهَا، فَرَآهَا أَبُو طَلْحَةَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، هذِه أُمُّ سُلَيْمٍ معهَا خِنْجَرٌ، فَقالَ لَهَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-: ما هذا الخِنْجَرُ؟ قالَتْ: اتَّخَذْتُهُ إنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنَ المُشْرِكِينَ، بَقَرْتُ به بَطْنَهُ».

ويذكر أن السيدة  «أم سُليم» روت عن رسول الله «محمد» -صلى الله عليه وسلم-،  عدة أحاديث وروى عنها الحديث عددٌ من الصحابة والصحابيات منهم: أُم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها-، وخولة بنت حكيم، وأُم سلمة، وابنها أنس بن مالك ، وأبو أمامة بن سهل.

توفيت االسيدة  «أم سُليم» رضي الله عنها  في خلافة معاوية بن أبي سفيان.

الاكثر قراءة