أعلنت شركة الصين للهندسة المدنية والبناء، عن استثمار 1.4 مليار دولار في إعادة تأهيل خط سكة حديد تنزانيا- زامبيا تازارا، وهو مسار استراتيجي لنقل صادرات النحاس من وسط القارة.
ويمثل هذا الاستثمار للشركة الحكومية دفعة قوية لتجاوز العقبات اللوجستية التي تعرقل حركة المعادن عبر جنوب أفريقيا، حيث قال برونو تشينجاندو، الرئيس التنفيذي للهيئة المشغلة للخط، إن "القرار جاء بعد مراجعة دقيقة للتحديات التي واجهها المشروع، ما استدعى تدخلاً عاجلاً"، وفق شبكة سي إن بي سي.
ويعد المشروع جزءًا من تحرك صيني أوسع لمنافسة الجهود الأمريكية في تطوير ممرات تجارية للقارة، حيث وقعت بكين اتفاقًا العام الماضي لإعادة تأهيل الخط، بالتزامن مع دعم الولايات المتحدة لمشروع موازٍ يحمل اسم /لوبيتو/، يهدف إلى ربط ثروات الكونغو وزامبيا المعدنية بساحل انجولا على المحيط الأطلسي.
ومن إجمالي الاستثمار، سيتم تخصيص مليار دولار لإصلاح البنية التحتية للسكك الحديدية، بينما سيُستخدم المبلغ المتبقي لشراء 32 قاطرة و762 عربة بهدف تعزيز الطاقة الاستيعابية للخط، وفقًا لتشينغاندو.
وجاء الإعلان عن هذه الصفقة خلال مؤتمر زامبيا الدولي للتعدين والطاقة، حيث عرضت الهيئة المشغلة تفاصيل المشروع أمام المستثمرين وكبار المسؤولين التنفيذيين.
ويمتد الامتياز لمدة 30 عامًا، تشمل ثلاث سنوات من أعمال البناء و27 عامًا من التشغيل والصيانة، بينما لا تزال المفاوضات جارية بين الجانبين.
في المقابل، كان الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن قد زار ميناء /لوبيتو/ أواخر ولايته للترويج لدعم مالي أمريكي بقيمة 550 مليون دولار للمشروع المنافس، إلا أن الرئيس الحالي دونالد ترامب لم يحدد بعد موقفه من المبادرة.
ومع ذلك، أكدت مؤسسة التمويل الأفريقية، التي تدعم ممر لوبيتو إلى جانب شركة ترافيغورا وجهات أخرى، أن المشروع سيمضي قدمًا بغض النظر عن مدى التزام واشنطن.
ويأتي هذا الاستثمار ضمن توجه صيني جديد نحو الحذر في تمويل المشاريع الضخمة بأفريقيا، بعد أن تراجعت القروض الصينية للقارة إلى أدنى مستوى منذ 20 عامًا في 2022، بعدما بلغت 28.4 مليار دولار في ذروتها عام 2016. ومع استمرار تداعيات أزمة الديون، اضطرت دول مثل زامبيا وغانا إلى إعلان تعثرها المالي، مما دفع بكين لإعادة تقييم استراتيجياتها التمويلية في القارة.