بينما يتوالى التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، تزداد معاناة الفلسطينيين هناك سوءًا جراء الحصار المفروض عليهم، ما أدى بدوره إلى أزمة إنسانية كارثية، لا تتوقف عند الطعام فحسب، بل كذلك المياه، التي أصبحت السلطات العبرية توظفها كوسيلة نحو إنفاذ مخطط التهجير.
المشهد في غزة
في الـ24 ساعة الماضية، وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 41 شهيدًا، إلى جانب 61 مصابًا، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام، وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف المدني الوصول إليهم، حسب وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، وبذلك، ترتفع حصيلة ضحايا المجازر الإسرائيلية، منذ الـ18 من مارس الجاري، إلى 673 شهيدًا، إلى جانب 1.233 مصابًا.
وبهؤلاء، ترتفع حصيلة ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 50.021 شهيدًا و113.274 مصابًا، حسب المصدر ذاته.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، عن بدء عملية برية في منطقة بيت حانون شمالي قطاع غزة، تحت ذريعة ضرب البنى التحتية لحركة حماس، ولتوسيع المنطقة الأمنية في شمال القطاع.
بينما بدأ فلسطينيون بالنزوح القسري من حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك عقب إبلاغ جيش الاحتلال لهم بالإخلاء الفوري، ليبدأ العمل ضد الفصائل الفلسطينية.
وهناك، حاصرت القوات الإسرائيلية طواقم الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وطواقم الدفاع المدني، وذلك قبل أن ينقطع الاتصال مع هذه الطواقم، ليصبح مصيرهم مجهولًا.
ومن جانبه، أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، عن فقدان الاتصال بطاقمه في منطقة "البركسات" غربي رفح، وذلك لدى محاولته التدخل لإنقاذ طاقم إسعاف الهلال الأحمر الذي تعرض لاستهداف إسرائيلي.
وقبل ذلك، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، محاصرة إسرائيل مركبات إسعاف أثناء وجودها في منطقة تعرضت للقصف في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، فضلًا عن إصابة عدد من مسعفيها، مؤكدة أنها فقدت الاتصال مع الطاقم الذي تحاصره إسرائيل منذ ساعات في رفح.
الأوضاع الإنسانية
إنسانيًا، أكد مكتب الإعلام الحكومي بغزة، أن القطاع الفلسطيني على شفا كارثة إنسانية، وسط استمرار الإبادة الجماعية والصمت الدولي.
وكشف أن أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في غزة يواجهوان كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ سياسة الإبادة الجماعية والقتل اليومي بحق المدنيين العزل، دون أي رادع من المجتمع الدولي
وحذر من ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية، وبخاصة بين أكثر من مليون طفل، وكبار السن في القطاع، جراء مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية.
وشدد على أن تلك السياسة تُعمّق الأزمة المتفاقمة، في وقت يعاني فيه الشعب الفلسطيني من سياسة تجويع ممنهجة.
سياسة التعطيش
في سياق متصل، حذر مكتب الإعلام، من مخاطر سياسة التعطيش التي تنتهجها إسرائيل بغزة عبر تدمير آبار المياه وعرقلة حصول المدنيين على المياه، مؤكدًا أن القطاع يعاني من أزمة مياه خانقة تهدد حياة الشعب الفلسطيني، في ظل انعدام مصادر المياه الصالحة للشرب وتفشي الأمراض جراء التلوث وانعدام الخدمات الصحية.
وفي الإطار نفسه، حذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، من كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني بغزة يعيشون واقعًا مروعًا يحكم عليهم فيه بالموت البطيء، وذلك عبر تعطيشهم وحرمانهم بشكل ممنهج من مصادر المياه النظيفة والآمنة.
وأكد المركز الحقوقي، أن إسرائيل تواصل استخدام التعطيش وقطع المياه كجزء من جريمة الإبادة الجماعية، وذلك بالتزامن مع يوم المياه العالمي، الذي يوافق 22 مارس من كل عام.
وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، دعا بدوره العالم إلى اتخاذ خطوات عملية وجذرية لمواجهة المخاطر المترتبة على سياسة الاحتلال الممنهجة في تدمير أكثر من 85 بالمائة من مرافق وأصول المياه في غزة، فضلًا عن استهداف البنى التحتية للمياه والصرف الصحي في الضفة وغزة بهدف تدمير الحياة وإجبار الشعب الفلسطيني على النزوح والهجرة.