الأربعاء 26 مارس 2025

الهلال لايت

يخدع العقل.. وهم بصري يعالح الألم بطريقة غريبة

  • 26-3-2025 | 01:41

مبيت يخدع العقل .. وهم بصري غريب أسهل وسيلة لتخفيف الألم

طباعة
  • إيمان علي

كشفت دراسة جديدة عن وهم غير مألوف لكنه فعال، قد يكون له تطبيقات واعدة في مجال تخفيف الألم.

ركز الباحثون على ظاهرة تعرف باسم "وهم اليد المطاطية" (Rubber Hand Illusion)، وهي خدعة غريبة حيث يعتقد الناس أن يدًا مزيفة جزء من أجسامهم.

وفي تجارب سابقة، وجد العلماء أنه عندما يضع المشارك يده خلفه (بحيث لا يراها) ثم توضع أمامه على الطاولة يد مطاطية تشبه يده تمامًا، ويبدأ شخص ما بتمرير فرشاة على اليد الحقيقية المخفية واليد المطاطية في نفس الوقت، يبدأ المشارك في الشعور بأن اليد المطاطية هي يده الحقيقية. وإذا حاول أحد لمسها أو ضربها، سيشعر المشارك بالخوف أو الألم رغم أنها ليست يده.

وفي هذه الدراسة الجديدة، استخدم فريق ألماني الحرارة والضوء بدلًا من اللمس. وقام الباحثون بتحديد عتبة الألم الحراري لكل من المشاركين الـ34، الذين كانوا جميعًا يستخدمون يدهم اليمنى. وبعد ذلك، وضع كل شخص يده اليسرى خلف شاشة بعيدًا عن نظره، حيث استندت على جهاز تسخين. وبدلًا من اليد المخفية، تم وضع يد مطاطية نابضة بالحياة أمام المشاركين، مضاءة بضوء أحمر من الأسفل.

بينما تعرضت اليد المخفية لمستويات حرارة مضبوطة، استخدم المشاركون يدهم اليمنى لتحريك مؤشر لتقييم مستوى الألم الذي يشعرون به بشكل مستمر. وسمح هذا الإعداد للباحثين باختبار ما إذا كان يمكن للوهم تقليل الإحساس بالألم دون أي تحفيز لمسي، بل فقط من خلال الإشارات البصرية والحرارية.

وفي المجموعة الضابطة، وُضعت اليد المطاطية مقلوبة رأسًا على عقب.

وعندما كانت اليد المطاطية في وضعها الطبيعي (غير مقلوبة)، أبلغ المشاركون عن انخفاض في الألم خلال 1.5 ثانية فقط من بدء التجربة، واستمر هذا التأثير طوال مدة الوهم.

وقال مارتن ديرز، أستاذ الطب النفسي الجسدي والعلاج النفسي في جامعة روهر بألمانيا والمؤلف الرئيسي للدراسة: "أظهرنا أن شدة الألم المتصورة انخفضت في حالة وهم اليد المطاطية مقارنة بالمجموعة الضابطة. وتشير النتائج إلى أن إدراك اليد المطاطية كجزء من الجسم يقلل من الشعور بالألم".

وتكشف الدراسة عن رؤية مثيرة لكيفية توظيف دماغنا للمعلومات البصرية والحسية لتخفيف الألم. وأحد التفسيرات المحتملة هو "تسكين الألم البصري" (Visual Analgesia)، وهي ظاهرة مدروسة تشير إلى أن مجرد النظر إلى جزء الجسم الذي يشعر بالألم قد يقلل من شدته.

ومع ذلك، أشار ديرز إلى أن "الأساس العصبي لهذه الظاهرة ما يزال غير مفهوم بالكامل".

ورغم ذلك، قد تمهد هذه النتائج الطريق لبدائل غير دوائية لعلاج الألم المزمن، وهو بحد ذاته خبر يبعث على الارتياح.

 

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة