أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، بأن الاحتجاجات تجتاح تركيا حيث يخرج المتظاهرون يوميًا منذ ما يقرب من أسبوع للتنديد باعتقال المنافس السياسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأوضحت الصحيفة - في تقرير إخباري - أن الرئيس التركي انتقد الاحتجاجات الحاشدة على اعتقال أكرم إمام أوغلو، واصفًا إياها بأنها "حركة عنيفة ستحاسب عليها المعارضة".
وأضافت أن حشودا غفيرة تتظاهر في شوارع إسطنبول ومدن رئيسية أخرى منذ يوم الأربعاء الماضي، عندما احتجزت السلطات التركية أوغلو قبل أيام من الموعد المتوقع لقبوله رسميًا ترشيح حزبه للرئاسة، موضحة إن أوغلو هو عمدة إسطنبول، ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه أقوى منافس معارض، بعد فوزه في مدينة كانت خاضعة سابقًا لسيطرة حزب أردوغان.
وذكرت الصحيفة أن أكرم إمام أوغلو، البالغ من العمر 53 عامًا، لايزال رهن الاحتجاز، وإذا مُنع من الترشح للرئاسة أو سجن، فسيمثل ذلك انتكاسة كبيرة للديمقراطية التركية.
وتابعت إنه وفقًا لوزارة الداخلية، اشتبكت الشرطة أحيانًا مع المتظاهرين واعتقلت أكثر من 1100 شخص خلال المسيرات. وقال وزير الداخلية التركي في تغريدة يوم أمس /الاثنين/ إن بعض المتظاهرين هاجموا الشرطة، وإن بعض المعتقلين ينتمون إلى جماعات إرهابية.
وقال أردوغان - في خطاب إلى الأمة أمس - "المسئولون الوحيدون عن إصابة ضباط الشرطة في هجمات المخربين، وأصحاب المتاجر الذين حُطمت نوافذهم وإطاراتهم، ومليارات الليرات من الممتلكات العامة المتضررة هم زعيم حزب المعارضة الرئيسي وأتباعه".
وتجمع آلاف المتظاهرين أمام مقر بلدية إسطنبول - مساء أمس لليلة السادسة على التوالي - وتعهدوا بمواصلة احتجاجاتهم على اعتقال أوغلو وما يصفونه بهجمات أردوغان على الديمقراطية.
وقال أوزغور أوزيل، زعيم حزب الشعب الجمهوري - الذي ينتمي إليه إمام أوغلو، أكبر حزب معارض في تركيا - "أردوغان أخطأ في تقديره أن الاحتجاجات ستستمر لبضعة أيام، ثم سيعود الهدوء".
واتهم الادعاء العام إمام أوغلو بقيادة منظمة إجرامية، وتلقي رشاوى، ومجموعة من الجرائم المالية. عند اعتقاله لأول مرة، اتهمه الادعاء أيضًا بتهم تتعلق بالإرهاب تتعلق بتعاونه مع حزب موالٍ للأكراد في انتخابات حديثة.
من جانبه، نفى إمام أوغلو الاتهامات الموجهة إليه، وقال إنها ذات دوافع سياسية، ويدعو الناس إلى النزول إلى الشوارع احتجاجًا. يوم الاثنين، وفي رسالة أرسلها زعيم حزبي، دعا إمام أوغلو المتظاهرين والشرطة إلى الامتناع عن العنف.
وأكد أردوغان وأنصاره أن التحقيق مستقل وأن المحاكم تُقرر الأمور وفقًا لحيثياتها، قائلا أمس الاثنين: "كفوا عن إزعاج مواطنينا بالاستفزازات. إن كنتم تتحلون بالشجاعة، فحاسبوا على الفساد والسرقة والرشاوى المتقاضاة والمخالفات المرتكبة. إن كنتم تُقرون بصحة الادعاءات الواردة في التحقيق والأشخاص المعتقلين، فأعلنوا ذلك علانيةً".