لطالما ارتبطت صورة زوجة الأب في الأعمال الدرامية بالسلبية، حيث ظهرت في العديد من المسلسلات والأفلام كنموذج للقسوة والجفاء، ولكن بعد ظهور أمينة خليل "نيلي" كأم حقيقية لأبن شريكها في مسلسل لام شمسية، نستعرض في السطور التالية مع أستاذ علم نفس سلوكي إلى أي مدى نجحت الدراما في تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية لزوجة الأب، وتغيير الصورة النمطية السائدة.
ومن جهتها قالت الدكتورة رحاب العوضي، أستاذ علم النفس السلوكي، بإحدى الجامعات الخاصة، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن تصوير زوجة الأب كشخصية متسلطة وقاسية مرتبطًة بأحداث واقعية قليلة، تعكس بعض المشكلات النفسية والاجتماعية التي تعاني منها عدد من النساء، اللاتي يشعرن بعدم اكتمال حياتهن بسبب ظروف معينة، مثل الفقر أو تأخر الزواج أو التجارب السابقة، ما يجعلهن ينقلن إحباطهن إلى أبناء الزوج، ومن هنا تبرز صفات مثل الأنانية والغضب كصفات بشرية طبيعية تزداد حدتها عندما تجد منفذًا للتنفيس عن مشاعر سلبية تجاه من هم أضعف، كأبناء الزوج

وأضافت أستاذ علم النفس السلوكي، أن الأمر ليس بهذه السوداوية دائمًا، فالواقع يقدّم أيضًا نماذج مشرقة لزوجات آب يتعاملن مع أبناء أزواجهن بحب ورحمة وخوف من الله قبل أي شيء آخر، ما يعكس تربية سوية وأخلاقًا حسنة، خاصة إذا قبلت ظروف زوجها منذ البداية وتفهمت مسؤولياتها تجاه أسرته الجديدة، وفي السنوات الأخيرة، بدأت بعض الأعمال الدرامية في تغيير هذه الصورة التقليدية لزوجة الأب، وقدّمت شخصيات إيجابية، حيث ظهرت كأم بديلة تُقدّم الحنان والرعاية لأبناء زوجها وتتعامل معهم بإنسانية وحب، وفي أحد الأعمال، ظهرت علاقة متوازنة تقوم على المنفعة الإنسانية المتبادلة، حيث ساهم الزوج أيضًا في تربية أبناء زوجته ولم يطلب منها التخلي عنهم كما يحدث في بعض العلاقات الواقعية.
وأكملت أن هذه النماذج الإيجابية في الدراما تعني أن المسلسلات أصبحت تساهم في تغيير الوعي المجتمعي والنفسي، وإبراز الجوانب الإنسانية الجميلة التي يمكن أن تتحقق في مثل هذه العلاقات، ورصد هذه النماذج الجيدة في الدراما له أهمية كبيرة، فهو يقدم رسائل إيجابية للجمهور ويحفز المجتمع على إعادة التفكير في المفاهيم النمطية، كما يقدّم الأمل بأن العلاقات الأسرية يمكن أن تكون ناجحة ومبنية على الحب والتفاهم، حتى في ظل وجود تحديات تتعلق بزواج الرجل من امرأة لديها أبناء أو العكس، وفي النهاية، تبقى الدراما وسيلة للتسلية والترفيه، لكنها حين تعكس واقعًا إيجابيًا وتقدّم نماذج ملهمة، تصبح أداة فعالة في تغيير الأفكار والمفاهيم السائدة وتقديم صورة أكثر إنسانية وواقعية.