تواصل كوريا الجنوبية العمل على مكافحة حرائق غابات ضارية اجتاحت المنطقة الجنوبية الشرقية في البلاد منذ نهاية الأسبوع الماضي، إلا أن هذه الجهود تُقابل برياح قوية وجافة، مما يؤدي إلى انتشار النيران بسرعة، بنفس النحو الذي حصل في حرائق "كاليفورنيا" بالولايات المتحدة الأمريكية مطلع هذا العام.
قتلى وسط نيران ضارية
حسب ما أفادت به وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية، فقد بدأت هذه الحرائق في بلدة "سانتشيونج" بإقليم شمال "جيونجسانج" يوم الجمعة الماضي، قبل أن تمتد إلى بلدة "أويسونج" المجاورة، حيث أعلن خروج الوضع عن السيطرة.
كما كانت تتقدم إلى مدينة "أندونج"، حيث أصدرت السلطات أمر بإخلاء جميع سكانها، وبلدات "تشيونجسونج" و"يونجيانج" و"يونجديوك" المجاورة، حيث تغذيها الرياح القوية والجافة، حسب المصدر ذاته.
وحتى الآن أسفرت هذه الحرائق المُستعرة عن مقتل 18 شخصًا، مع فقدان شخص واحد، فضلًا عن إصابة 10 آخرين، بينهم اثنين إصابتهما خطيرة، بينما أجلي 23 ألف شخص.
وعزت السلطات الكورية الجنوبية هذا الوضع الصعب إلى عوامل، مثل الرياح القوية غير المتوقعة، والطقس الجاف للغاية، مما يعوق جهود مكافحة الحرائق.
من جانبه، حثّ الرئيس الكوري الجنوبي المؤقت، هان دوك سو، اليوم الأربعاء، عموم الشعب على المساعدة في منع انتشار حرائق الغابات المميتة، مؤكدًا أنه يتم إعادة كتابة الرقم القياسي لأسوأ حرائق الغابات على الإطلاق.
وفي إطار مواجهة الحرائق، أفاد الرئيس الكوري، بأنه تم تعبئة 128 مروحية، و1,144 جنديًا، و3,135 من رجال الإطفاء، و1,186 شخصًا من فرق إخماد الحرائق، و4,652 موظفًا حكوميًا وغيرهم للمشاركة في الجهود، إلا أن الرياح القوية أعاقت التقدم، ودمرت الحرائق 17 ألف هكتار من الغابات، و209 منازل ومصانع.
وأكد أنه سيتم حشد كل الموارد المتاحة في إطار مواجهة الحرائق، تفاديًا لتسجيل مستوى غير مسبوق من الأضرار الناجمة عن حرائق الغابات.
الشركات الكبرى تدعم جهود الإغاثة
وعلى أثر هذا الوضع، أعلنت الشركات الكبرى في كوريا الجنوبية، مشاركتها في مساعي تعزيز جهود الإغاثة والتعافي للسكان المتضررين جراء حرائق الغابات الأخيرة في المنطقة الجنوبية الشرقية من البلاد، حسب "يونهاب".
حيث قالت مجموعة "هيونداي موتور"، إنها تبرعت بملياري وون، ما يعادل 1.26 مليون دولار أمريكي، للمساعدة في التعافي في المناطق التي ضربتها حرائق الغابات واسعة النطاق، كما أرسلت ست مركبات دعم للطوارئ، بما في ذلك شاحنات غسيل وتعقيم للمساعدة، وحافلتين للمكاتب المتنقلة لتوفير أماكن استراحة للسكان النازحين والعاملين المتطوعين.
من جهتها، تبرعت مجموعة "إس كيه" بملياري وون لجهود التعافي، وذلك مع قيام الشركات التابعة لها بتقديم خدمات كبيرة.
بينما قامت شركات الاتصالات التابعة لها، بما في ذلك شركة "إس كيه تيليكوم" بإنشاء مرافق إنترنت لاسلكي، وتلفزيون في الملاجئ المؤقتة، وقدمت أجهزة شحن محمولة للمتضررين.
كذلك قدمت مجموعة "إل جي" أيضًا بملياري وون في جهود التعافي على مستوى البلاد، في حين قدمت "إل جي للإلكترونيات" أجهزة تنقية الهواء والأجهزة المنزلية الأخرى للملاجئ المؤقتة.
فيما قدمت شركة "إل جي إتش آند إتش" منتجات العناية الشخصية، مثل فرشاة الأسنان ومعجون الأسنان والشامبو، أيضًا قدمت شركة "إل جي يو بلس" للاتصالات خدمات الاتصالات للنازحين.
وفي الإطار نفسه، ساهمت شركة التجزئة العملاقة "لوتيه" بمبلغ مليار وون، إلى جانب الضروريات اليومية، ومنتجات الأغذية المصنعة.
كما قدمت مجموعة "شينسيجيه" للتجزئة، 500 مليون وون، بالإضافة إلى الضروريات اليومية، والسلع الصحية والملابس.
أما مجموعة "إس بي سي" وشركة "أو بي للجعة"، فقامتا بتوصيل زجاجات المياه إلى المناطق المتضررة.
اتساع حرائق الغابات
وأدى التغير المناخي جراء النشاط البشري إلى زيادة معدلات حرائق الغابات "الشديدة" بنسبة 25 بالمائة في المتوسط، مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، حسب دراسات علمية.
ويحذر العلماء من خطورة حرائق الغابات، نظرًا لما يترتب عليها من فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم، مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما يُنذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.