يحل اليوم الخميس ذكري رحيل أحد أبرز علامات الفن المصري، الإمبراطور الفنان الراحل أحمد زكي، الذي رحل عن عالمنا في 27 مارس 2005 بعد صراع طويل مع المرض.
عرف الفنان أحمد زكي بلقب "النمر الأسود"، بفضل موهبته الاستثنائية وقدرته الفائقة على تجسيد الشخصيات ببراعة، اشتهر بكثافة أدواره، وكان يتميز في المشاهد العنيفة لدرجة أنه كان يضرب زملاءه بشكل حقيقي ورغم بشرته السمراء وشخصيته البسيطة، إلا أن جمهور أحمد زكي تعلق به عشقًا، ليظل أحد أفضل من أنجبتهم السينما المصرية.
يعد أحمد زكي من الفنانين القلائل الذين استطاعوا التفريق بين ثلاثة مفاهيم هامة في التمثيل: التقليد، التجسيد، والتمثيل. كان يعتقد دائمًا أن التقليد يمكن أن يقوم به أي شخص، لكنه ليس شرطًا أن يكون ممثلًا جيدًا. خلال مسيرته، جسد أحمد زكي العديد من الشخصيات التاريخية المؤثرة، مثل شخصية جمال عبد الناصر في فيلم "ناصر 56"، وأنور السادات في "أيام السادات"، وكذلك شخصية طه حسين في "الأيام"،وقبل وفاته، كان يخطط لتجسيد شخصية عبد الحليم حافظ، التي حلم بها طوال حياته.
وُلد أحمد زكي في مدينة الزقازيق، الواقعة على بُعد 50 ميلاً شمال القاهرة، بعد تخرجه من المدرسة الصناعية في الزقازيق عام 1967، انتقل إلى القاهرة لدراسة السينما في معهد الفنون المسرحية، الذي تخرج منه عام 1974،بدأت مسيرته الفنية في عام 1969 عندما قام بأداء دور صغير في مسرحية "مرحبا شبلي"، حيث أثبت قدرته الكبيرة على الإقناع الفني، ومن ثم شارك في مسرحية "مدرسة المشاغبين" وحاز على إعجاب الجمهور والنقاد.
أول أفلام أحمد زكي
كانت بداية أحمد زكي في السينما من خلال فيلم "أبناء الصمت" عام 1974، وتوالت نجاحاته بعد ذلك، حيث شارك في العديد من الأفلام الناجحة مثل "الإسكندرية ليه؟" عام 1980، من إخراج يوسف شاهين، وقد قدم أحمد زكي ما يزيد عن 60 فيلمًا طوال مسيرته الفنية، ومعظم أعماله كانت تحمل رسائل سياسية قوية، حيث تناولت قضايا الفساد الحكومي وفساد الشرطة.
يعد دور أحمد زكي في تجسيد شخصيات تاريخية من أبرز أدواره. فقد جسد شخصية الرئيس جمال عبد الناصر في فيلم "ناصر 56" عام 1996، وكذلك شخصية الرئيس أنور السادات في فيلم "أيام السادات"،وكان من المتوقع أن يقدم دور الرئيس حسني مبارك في فيلم آخر، لكن لم يتحقق ذلك. وبذلك، أصبح أحمد زكي أحد أكثر الممثلين الذين جسدوا شخصيات تاريخية مؤثرة في السينما المصرية.
لقد اعتُبر أحمد زكي بمثابة متحدث رسمي باسم الشباب المصري، ووريثًا للفنان فريد شوقي من الناحية الفنية، تظل إرثه الفني حيًا في ذاكرة الجمهور، ليبقى من أبرز أيقونات السينما المصرية.