بعد العرض العالمي الأول الناجح للفيلم المصري الوثائقي "50 متر" للمخرجة يمنى خطاب، والذي يستعرض العلاقة العميقة بين ابنة ووالدها، استطاع الفيلم أن يأسر الجمهور خلال عرضه الثاني في المهرجان. تلى العرض حلقة نقاشية بعنوان "من يملك الحق في سرد القصص؟"، بمشاركة المخرجة يمنى خطاب، والمخرجة مارينا فوروبييفا، وخبيرة الأنثروبولوجيا البصرية هاينا لورا نا بلانكهولم، وأدارت الحلقة النقاشية جينيفر ماريا ماتوس توندورف. وقد أثار الحوار نقاشًا عميقًا حول السرديات الشخصية في صناعة الأفلام.
عندما سُئلت يمنى: "متى أدركتِ أن والدكِ لم يكن مجرد جزء من الفيلم، بل جوهره؟ وكيف أثر هذا الإدراك على طريقة تصويركِ له؟"، قدمت يمنى إجابة غنية حول تطور العلاقة بينها وبين والدها طوال عملية التصوير. كما تم سؤالها عما إذا كانت قد خططت مسبقًا لحواراتها مع والدها، أو كيف تطورت المشاهد. فأجابت يمنى: "في كلا الحالتين، خططتُ لبعض النقاشات، لكنني أطرح الأسئلة وأتابع ما يحدث لاحقًا. في أحيان أخرى، يُفاجئني - في معظم مشاهد حوارنا، يُفاجئني أحيانًا بتعليقاته وردود أفعاله، وهنا تصبح الأمور أكثر إثارة للاهتمام". وأضافت: "عندما قررتُ تصوير مشاهد كتابة السيناريوهات، كان ذلك مُخططًا له بالطبع، لأنني أردتُ منه أن يتحدث، فهو لا يتحدث في المقابلات العادية. كان عليّ التفاعل معه أيضًا لإيجاد طرق للتعبير عن مشاعرنا. كانت أكثر المشاهد إثارةً للاهتمام عندما بدأ يُفاجئني بطرح أسئلة مُختلفة أو بردود فعل لم أتوقعها."
وفي معرض تعليقها على العلاقة الفريدة بين الأب وابنته التي يُصورها الفيلم، أشارت مُديرة الجلسة إلى التفاعل الديناميكي بين المخرج ووالدها، قائلةً: "إنه أمرٌ مثيرٌ للاهتمام حقًا".
وفي ختام الجلسة، سُئل المتحدثون عن ما يأملون أن يصل إلى الجمهور من فيلم "50 متر". عبّرت يمنى عن رغبتها في أن يعزز الفيلم شعورًا بالتواصل والتفاهم بين الناس، بينما أشار الآخرون إلى أهمية تعزيز الحوار حول السرديات الشخصية والمشتركة.
تدور أحداث الفيلم داخل حوض تدريب بطول خمسين مترًا لفريق تمارين الأيروبيك المائية للرجال الذين تزيد أعمارهم عن سبعين عامًا، حيث تكافح يمنى، وهي مخرجة لأول مرة، لإنجاز فيلمها. تقرر يمنى توجيه كاميرتها نحو والدها البعيد عنها وتستخدم أدواتها السينمائية النامية للتقرب منه. من خلال كتابة مشاهد خيالية، وصياغة التعليقات الصوتية، تنجح يمنى في اختراق عزلة والدها ومشاركته أسئلتها الوجودية. من خلال إظهار ضعفها أخيرًا، تستطيع يمنى التصالح مع والدها ومع نفسها والمضي قدمًا في خيارات حياتها.