وسط استمرار حرب الإبادة في غزة، اتهمت فلسطين إسرائيل بمواصلة استخدام جميع أشكال الأسلحة الفتاكة والمتفجرة في أنحاء القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان، دون أي اعتبار لحياة المدنيين العزل، وذلك في الوقت الذي تفرض عليه أطول حصار يحول دون دخول المساعدات الإنسانية والغذائية، ضمن خطة لجعله بيئة غير صالحة للسكن الآدمي.
حصيلة المجازر
في اليوم الـ12 من استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة، وصل إلى المستشفيات 26 شهيدًا، إلى جانب 70 مصابًا، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام، وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف الدفاع المدني الوصول إليهم.
وبذلك، ترتفع حصيلة ضحايا المجازر الإسرائيلية، منذ الـ18 من مارس الجاري، إلى 921 شهيدًا، إلى جانب 2.054 مصابًا، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.
وعليه، ترتفع حصيلة ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 50.277 شهيدًا، و114.095 مصابًا، حسب المصدر ذاته.
وفي الساعات الأخيرة، أكد جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، تعرض طواقمه لاستهداف إسرائيلي خلال عملها في حي تل السلطان قبل ستة أيام، حيث تم محاصرتهم وانقطع الاتصال بهم، بينما ما زال خمسة من عناصره مفقودين.
وقبل ذلك، ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني، أنه تمكن من دخول تل السلطان بتنسيق ومرافقة من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، وانتشال جثمان مسعف يتبع للدفاع المدني، كان ضمن تسعة آخرين انقطع الاتصال بهم منذ الأحد.
وبعد ذلك، أفاد بأن مصير هؤلاء التسعة من طواقم الإسعاف (التابع له) ما زال مجهولًا عقب حصارهم واستهدافهم من الجيش الإسرائيلي في رفح، موضحًا أن فريقه لم يتمكن من استكمال البحث، حيث أنذرهم الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من المكان.
واليوم، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني، أن السلطات الإسرائيلية تتعمد تعطيل عمليات البحث عن هؤلاء الأشخاص، محملة إياها المسؤولية الكاملة عن حياة الطاقم، خاصة أن المعلومات الأولية الواردة من الطاقم لحظة وقوع الحدث أكدت تعرضهم لإطلاق مكثف للنيران الإسرائيلية ما أدى لإصابة عدد منهم.
وعلى أثر ذلك، دعت حركة حماس، الأمم المتحدة ومؤسساتها، والمنظمات الإنسانية الدولية، وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى التحرك العاجل عبر تشكيل لجنة تحقيق دولية في هذه الجريمة المروعة بحق طواقم الدفاع المدني، والدخول إلى رفح للكشف عن مصير الآلاف من المواطنين المدنيين الذين انقطعت سبل التواصل معهم.
وعدّت حركة حماس استهداف الجيش الإسرائيلي طواقم الدفاع المدني انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، واستهتارًا بكل المعاهدات والمواثيق الإنسانية، وبالقيم والأسس التي تقوم عليها المنظومة الدولية.
أسلحة فتاكة تقتل الفلسطينيين
أكدت فلسطين، أن إسرائيل تستمر في استخدام جميع أشكال الأسلحة الفتاكة والمتفجرة في أنحاء قطاع غزة المكتظ بالسكان، دون أي اعتبار لحياة المدنيين، كما أنها في ذات الوقت، تواصل منع دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى غزة لثلاثة أسابيع متتالية، وهي أطول فترة انقطاع للمساعدات الإنسانية منذ بدء الحصار.
وشددت فلسطين، على ضرورة قيام المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات المطلوبة لإلزام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على رفع حصارها، ووقف عقابها الجماعي، ومحاولاتها لتجويع شعبها وتدميره وتهجيره القسري من أرضه.
الوضع الإنساني
وتستمر إسرائيل لليوم الـ28 على التوالي بشكل كامل منع دخول المواد الإنسانية الأساسية من غذاء ووقود ودواء، مما يُفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة بشكل متعمد.
وحول تداعيات هذا الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، حذر برنامج الأغذية العالمي، في وقت سابق، من أن الآلاف من الفلسطينيين بغزة يواجهون مرة أخرى خطر الجوع الحاد وسوء التغذية مع تناقص مخزونات الغذاء في القطاع، وإغلاق المعابر أمام المساعدات.
وكشف برنامج الأغذية العالمي، أنه لم يتمكن مع شركائه من إدخال إمدادات غذائية جديدة إلى غزة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، موضحًا أن مواصلة السلطات الإسرائيلية إغلاق المعابر منذ مطلع الشهر الجاري، يحول دون دخول أي سلع، إنسانية أو تجارية.