الأربعاء 9 ابريل 2025

ثقافة

العيد في الحارة المصرية بعيون أديب نوبل

  • 2-4-2025 | 11:08

نجيب محفوظ

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

جسّد أديب نوبل نجيب محفوظ الحارة المصرية بكل ما فيها من حزن وفرح، حيث صوّر في مؤلفاته مظاهر الاحتفال بالعيد، وعكس من خلال الأجواء الاحتفالية الحياة الاجتماعية التي كان يعيشها المصريون آنذاك، حيث اظهر طرق الاحتفال واستعداد الاطفال للعب والمرح بطريقتهم وروحهم النقية، كما تسلل في أغوار الشخصيات ليظهر تحول المجتمع عبر الزمن، كما وصف امتلاء الشوارع بالصخب وبائعي البلالين، واحتشاد الصغار عليه وحول الدكاكين، وانتظرهم للصباح بشغف لارتداء ملابسهم الجديدة وذلك من خلال رواياته بين القصرين، وزقاق المدق، والسمان والخريف، وبداية ونهاية، وخان الخليلي.

 بين القصرين

أظهر محفوظ مظاهر الاحتفال في ثلاثيته بين القصرين من خلال تجسيده لمشهد تجهيز الأسرة لاستقبال العيد، حيث تستعد أمينة، زوجة السيد أحمد عبد الجواد، لتحضير الكعك وحلوى العيد، بينما ينشغل الأبناء بشراء الملابس الجديدة، وكذلك مشهد صلاة العيد، حيث يخرج السيد أحمد عبد الجواد برفقة أبنائه إلى المسجد، وسط جموع المحتفلين الذين يرتدون أجمل ملابسهم، تعلو وجوههم الفرحة والبهجة.

وعن فرحة الأطفال بعد الصلاة، حيث يحصلون على العيدية، وينطلقون في الأزقة يلعبون بالمراجيح ويشترون الحلوى.

خان الخليلي

أظهر محفوظ مظاهر الفرحة والبهجة بقدوم العيد من خلال إظهاره لزينة العيد في الحي، حيث يصف محفوظ كيف تتزين شوارع خان الخليلي بالفوانيس والأنوار، ويزدحم السوق بالمتسوقين الذين يشترون مستلزمات العيد، ليكون فرصة للتواصل الاجتماعي، حيث يتبادل الجيران الزيارات والتهاني، ويجتمع الأهل حول مائدة عامرة بالمأكولات التقليدية.

زقاق المدق

كما وصف استعداد الأطفال للعيد بثيابهم الجديدة، وهم يتسابقون في الأزقة ويشترون الحلوى والمفرقعات الصغيرة التي تُطلق في الهواء، بينما يجلس الكبار على المقاهي يتبادلون الأحاديث عن العيد، كما أظهر حميدة، البطلة، وهي تتزين في صباح العيد، تراقب المارة من شرفة منزلها، متطلعة إلى عالم آخر خارج حدود الزقاق.

السمان والخريف

كما تسلل في أغوار الشخصية من خلال تجسيد مقارنة البطل عيسى بين العيد في شبابه، حيث كان مليئًا بالحيوية والدفء العائلي، وبين العيد في حاضره، حيث يشعر بالغربة والوحدة رغم الاحتفالات الصاخبة من حوله،  وتأمله في الشوارع وهي تضج بالحياة، لكنه لا يشعر بالفرحة كما في السابق، مما يعكس تحولات المجتمع وتغير العلاقات الإنسانية.

بداية ونهاية

لم يغفل محفوظ عن إظهار احتفال الأسرة الفقيرة حيث تحاول الأم إسعاد أبنائها رغم ضيق الحال، فتشتري لهم ملابس متواضعة، لكن الفرحة تملأ قلوبهم عند خروجهم للعب في الشارع.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة