ماكس فريش هو كاتب مسرحي وروائي سويسري بارز، يُعتبر من أعظم الأدباء الناطقين باللغة الألمانية في القرن العشرين، حيث ركزت أعماله على قضايا الهوية، الفردية، المسؤولية، الأخلاق، والالتزام السياسي، مع استخدام السخرية سمة بارزة في كتاباته بعد الحرب العالمية الثانية.
وُلد فريش في 15 مايو 1911 في مدينة زيورخ بسويسرا، لأب معماري، فرانز برونو فريش، وأم تدعى كارولينا بيتينا فيلدرموت، كان الابن الثاني في العائلة، ولديه أخت غير شقيقة من زواج والده الأول تُدعى إيما، وأخ أكبر منه بثماني سنوات يُدعى فرانز.
عاشت عائلته في ظروف متواضعة، وساءت أوضاعهم المالية بعد أن فقد والده وظيفته خلال الحرب العالمية الأولى، بدأ فريش الكتابة مبكرًا، حيث كتب أولى مسرحياته أثناء دراسته الثانوية بين 1924 و1930، لكنه أحرق أعماله الأولى لاحقًا بسبب عدم رضاه عنها.
في عام 1930، التحق بجامعة زيورخ لدراسة الأدب الألماني، لكنه اضطر للتوقف في 1932 بعد وفاة والده بسبب ضائقة مالية، لجأ بعدها إلى العمل كصحفي في صحيفة "نويه تسورخر تسايتونغ"، حيث بدأ مسيرته الأدبية الاحترافية، رغم علاقته المتوترة مع توجهات الصحيفة المحافظة.
اشتهر فريش بروايته "شتيلر" عام 1954، التي عززت مكانته ككاتب نثري متميز، وتبعتها روايتان مهمتان: "هومو فابر" عام 1957 و"اسمي جانتنباين" عام 1964، كما كتب مسرحيات بارزة مثل "مشعلو الحرائق" و"أندرورا" التي تناولت موضوعات اجتماعية وسياسية بعمق، تأثر فريش بشدة بلقائه بالكاتب الألماني برتولت بريشت، مما أثر على رؤيته المسرحية والأدبية.
تميزت أعماله باستكشاف هوية الإنسان وصراعاته الداخلية، خاصة في العلاقات بين الرجل والمرأة، حيث حاولت شخصياته دائمًا البحث عن ذواتها الحقيقية، كما عكست كتاباته تقلباته بين الانخراط السياسي العميق والانسحاب إلى العالم الشخصي، مما جعلها مزيجًا بين الجرأة العامة والحزن الداخلي.
حصل فريش على العديد من الجوائز الأدبية المرموقة، منها جائزة القدس عام 1965، جائزة شيلر الكبرى عام 1973، وجائزة نويشتات الدولية للأدب عام 1986، كما كان أحد مؤسسي "مجموعة أولتن" وهي تجمع أدبي سويسري.
عاش فريش حياة شخصية معقدة، تضمنت زيجات متعددة وعلاقات عاطفية أثرت على كتاباته، توفي في زيورخ في 4 أبريل 1991