الأحد 27 ابريل 2025

تحقيقات

بعد غارات الاحتلال الأخيرة.. هل تتحول سوريا لساحة صراع بين تركيا وإسرائيل؟

  • 4-4-2025 | 14:36

سوريا - تركيا

طباعة
  • محمود غانم

منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، لم ترفع إسرائيل يدها عن الأراضي السورية، ما بين التوغل في أراضيها تارة، أو قصف منشآتها تارة أخرى، في إطار مساعيها لإحجام أي قوة عسكرية قد تقوم على أراضي هذا البلد العربي من شأنها أن تهدد وجود مستقبلًا، وذلك حسب رؤيتها للأوضاع الراهنة.

ولم تلبث إسرائيل حتى أبدت كذلك مخاوف من العلاقات التركية القوية مع القيادة السورية الجديدة إلى حد وصل إلى شن حرب كلامية ضد "أنقرة".

وبشكل رسمي، اتهمت إسرائيل تركيا بأنها تسعى إلى تجويل سوريا إلى محمية تابعة لها، واصفة دورها هنا بـ"السلبي"، غير أن مراقبون يقولون إن المخاوف العبرية جراء مساعي القيادة السورية جديدة إلى بناء قوة عسكرية جديدة قد يكون أساسها الدعم التركي.

وسبق أن أفاد إعلام عبري، بأن لجنة "فحص ميزانية الأمن وبناء القوة"، المعروفة بلجنة "ناجل"، نوهت -في تقرير لها- إلى خطر حدوث تحالف سوري تركي، الذي ربما "يخلق تهديدًا جديدًا وكبيرًا لأمن إسرائيل"، حيث إنه قد يتطور إلى شيء "أكثر خطورة من التهديد الإيراني"، على حد زعمه.

وأوصت اللجنة بأنه يجب على إسرائيل أن تتجهز لمواجهة مباشرة مع تركيا في ضوء التوترات المحتملة بسبب ما قالت إنه "طموحات تركيا لاستعادة نفوذها العثماني".

قاعدة تركية

وفي الأثناء، تواصل تركيا استعدادتها لإقامة قاعدة جوية في مدينة تدمر في شرق حمص، وذلك عقب طلب من الإدارة السورية بخصوص إقامة قاعدة لأغراض التدريب.

وفي غضون ذلك، اتخذت تركيا خطوات فعلية للسيطرة على "قاعدة التياس" الجوية العسكرية أو "مطار التياس" العسكري، أو قاعدة "تي 4"، الواقعة على قرب قرية التياس على بعد نحو 60 كيلومترًا شرق مدينة تدمر في محافظة حمص، حسب ما أفادت به صحيفة "تركيا"، الأربعاء.

ووفقٌا للصحيفة، فإن من المتوقع أن تبدأ تركيا، خلال شهر أبريل الجاري، أعمال إعادة تأهيل القاعدة وتوسيعها فور تركيب المنظومة الدفاعية، لتشمل مرافق متكاملة تدعم العمليات العسكرية والاستخبارية.

وفي هذا القاعدة، سيتم إنشاء شبكة دفاع جوي متعددة الطبقات تضم أنظمة تركية محلية الصنع، مثل نظام الدفاع الجوي الصاروخي أرض - جو (سيبار) ونظامي "حصار آر إف" و"حصار أو"، فضلًا عن طائرات استطلاع ومسيرات مسلحة، بما في ذلك طائرات ذات قدرات هجومية متطورة، لتعزيز جهود تركيا في مكافحة تنظيم "داعش"، إضافة إلى تشكيل عامل ردع أمام أي ضربات جوية إسرائيلية محتملة في المنطقة، طبقًا للمصدر ذاته.

في المقابل، ترى إسرائيل في ذلك تهديدًا محتملًا لها، حيث إن ذلك سيحد من حرية العمليات الإسرائيلية ضد الأراضي السورية، بمعنى أنها تريد أن تبقى سوريا دون أي منظمومة دفاع تردع هجماتها المتكررة ضدها.

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية عن مسؤول أمني إسرائيلي، إنه إذا تم إنشاء قاعدة جوية تركية في سوريا، فسيؤدي ذلك إلى تقويض حرية العمليات الإسرائيلية، مؤكدًا أن هذا بمثابة تهديد محتمل تعارضه إسرائيل.

وكشف المسؤول، أنهم قصفوا قاعدة "تي 4" الجوية لإيصال رسالة إلى تركيا مفادها أنهم لن يسمحوا بعرقلة الهجمات الجوية في سوريا.

 

حرب كلامية

من جانبها، أكدت تركيا أن إسرائيل تشكل التهديد الأكبر للمنطقة، وأنه يجب عليها الكف عن تقويض الجهود الرامية لإرساء الاستقرار في سوريا.

واعتبرت تركيا، تصريحات المسؤولين الإسرائيليين ضدها تعكس الحالة النفسية التي يعيشونها، فضلًا عن السياسات العدوانية والتوسعية لحكومة إسرائيل الأصولية والعنصرية، على حد وصفها.

وفي أكثر من مرة هاجم وزراء إسرائيليون من بينهم وزير الخارجية جدعون ساعر، تركيا ورئيسها رجب الطيب أردوغان، على إثر موقفهم الرافض للتصرفات العبرية في الشرق الأوسط.

وأكدت تركيا على ضرورة التوقف عند أسباب انزعاج إسرائيل من التطورات في سوريا ولبنان، والتي تحظى بدعم من العالم كله، وتشكل بارقة أمل كبيرة لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار بالمنطقة.

وشددت على أن الهجمات الإسرائيلية ضد سوريا، الأربعاء، لا تفسير لها سوى أن نهج السياسة الخارجية الإسرائيلية يتغذى على الصراع.

وقالت إنه "لا يمكن للوزراء الإسرائيليين، من خلال استهدافهم لتركيا، إخفاء الإبادة الجماعية التي يرتكبونها في غزة، أو الحرب الشاملة التي يشنونها ضد الشعب الفلسطيني، أو الإرهاب الاستيطاني، أو نواياهم بضم الضفة الغربية، أو الأطماع التوسعية الكامنة وراء هجماتهم على سوريا ولبنان"، وفق قولها.

 

 

 

الاكثر قراءة