يمر 84 عامًا على ميلاد الفنانة الرقيقة إيمان، المعروفة بسمراء النيل، التي وُلدت في مثل هذا اليوم الموافق 5 أبريل 1938، حيث تعد إيمان واحدة من رموز السينما المصرية، حيث شاركت العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ في فيلم "أيام وليالي"، وأدت دورًا شهد غناءه لها أشهر أغنياته، مثل "عشانك يا قمر" و"أنا لك على طول".
كما جمعتها الشاشة مع فريد الأطرش في عدد من الأفلام، حيث غنى لها "يا جميل يا جميل"، وكذلك غنى لها سعد عبدالوهاب أغنية "على فين واخداني عنيك".
وُلدت الفنانة إيمان، التي كان اسمها الحقيقي ليلى هلال ياسين، في محافظة الإسماعيلية، ومنذ صغرها، كانت من أشد المعجبات بالنجم الكبير فريد الأطرش. تحدثت عن هذا الإعجاب في حوار نادر عام 1955، حيث استرجعت بدايات مشوارها الفني وكشفت عن ولعها بالفنان الذي كان حلم فتيات جيلها.
وأوضحت إيمان أنها منذ أن بدأت ترتاد دور السينما وهي ترى في فريد الأطرش فتى أحلامها، لدرجة أنها احتفظت بصوره بين ملابسها، وروت كيف كانت تنتظر أغانيه بشوق جارف قرب الراديو، وبلغ إعجابها به حد الدفاع عنه ضد زميلة في المدرسة انتقدته، مما دفعها إلى صفع الفتاة. عقبتها المديرة بحبس أربع ساعات بعد الدوام المدرسي، لكنها شعرت بالسعادة لأنها دافعت عن نجمها المفضل.
وعن بداية علاقتها بفريد الأطرش وأخيه فؤاد، قالت إيمان إنها حاولت مرارًا الاتصال بفريد تليفونيًا للتعبير عن إعجابها، لكن شقيقه فؤاد كان دائمًا يستقبل المكالمات ويخبرها بأن "الأستاذ مشغول أو في الحمام"، مما أثار كراهيتها تجاهه. تطورت الأمور إلى مشادات عبر الهاتف معها وصفتها ممازحة بأنها كانت مرحلة البداية لعلاقة غير متوقعة جمعتهما لاحقًا بالزواج.
وذكرت إيمان أن اللقاء الأول الذي جمعها بفريد الأطرش كان خلال حفل بالأوبرج برفقة أفراد من أسرتها، حين التقت به شرحت له إحباطها بشأن محاولات الاتصال وشكواها من شقيقه فؤاد، على إثر هذا اللقاء، تغيرت العلاقة مع فؤاد بالكامل إلى علاقة ودية توجت بالزواج.
أما عن دخولها إلى المجال الفني، فقد أشارت إيمان إلى أن انطلاقتها جاءت عندما كان فريد الأطرش يبحث عن فتاة تقوم بدور أخته في فيلم "عهد الهوى"، وبعد بحث طويل، أدرك فجأة أنها الخيار المثالي لهذا الدور؛ لتبدأ من هنا مسيرتها الفنية اللامعة.
يُذكر أن حياة إيمان حملت تنوعًا كبيرًا، فقد تزوجت لاحقًا من مهندس ألماني أشهر إسلامه بعد طلاقها من فؤاد الأطرش، أنجبت منه ثلاثة أبناء واعتزلت الفن عام 1962، بعد اعتزالها، سافرت إلى أوروبا لتعيش هناك بعيدًا عن الأضواء بعد تقديمها لأعمال خالدة مع عمالقة الفن المصري.