استمرت حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة بوتيرتها الدموية، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية والصحية، جراء الحصار المطبق عليهم من قبل الحكومة العبرية، ما يمنع أكثر من مليوني فلسطيني من الحصول على احتياجاتهم الأساسية، بما فيها الطعام والشراب.
حصيلة المجازر
في اليوم الـ18 من استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وصل إلى المستشفيات 86 شهيدًا، إلى جانب 287 مصابًا، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام، وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف الدفاع المدني الوصول إليهم.
وبذلك، ترتفع حصيلة ضحايا المجازر الإسرائيلية، منذ الـ18 من مارس الماضي، إلى 1,249 شهيدًا، إلى جانب 3.022 مصابًا، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.
وعليه، ترتفع حصيلة ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 50,609 شهيدًا، و115,063 مصابًا، حسب المصدر ذاته.
من جانبه، أكد الدفاع المدني الفلسطيني بغزة، أن عددًا كبيرًا من المواطنين ما زالوا في عداد المفقودين، وليس لدى الطواقم الإمكانيات لانتشالهم، مشيرًا إلى أن ضعف الإمكانيات ونقص المعدات يمنعهم من تقديم الخدمات في القطاع.
وأكد الدفاع المدني -في تصريحات صحفية- أن طواقمه تواجه معضلة غياب الحصانة الدولية للعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، مشددًا على أن الاحتلال يستهدف طواقم العمل الإنساني بشكل مباشر وبوحشية أكبر منذ استئناف العدوان، لافتًا إلى أن الآلاف من المواطنين استشهدوا لأنهم لم يتمكنوا من الوصول إليهم.
وفي غضون ذلك، طالبت فلسطين، باتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الإبادة الجماعية بشكل نهائي، ووقف هجمات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين على السكان المدنيين في غزة وباقي الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، منوهًا إلى مواصلة إسرائيل إرهاب المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، بما يشمل التحريض الخطير المستمر في الحرم الشريف، على حد قولها.
الوضع الإنساني
إنسانيًا، أكدت الأمم المتحدة، أن مخزونات الغذاء في غزة بدأت بالنفاد، وأن برامج المساعدات أغلقت بسبب نقص الإمدادات.
يأتي ذلك في ظل استمرار إسرائيل منذ الثاني من شهر مارس الماضي، في منع دخول المواد الإنسانية الأساسية من غذاء ووقود ودواء بشكل كامل، مما يُفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة بشكل متعمد.
وحذرت الأمم المتحدة، من أن الظروف الصحية في غزة مستمرة في التدهور، مما يشكل خطرًا على الصحة العامة في القطاع، كما حذرت من بدء تفشي الحشرات ومرض "الجرب" الجلدي سريع العدوى.
بدورها، أكدت حركة حماس، أن الاحتلال الإسرائيلي يشن "حرب تجويع معلنة" على سكان غزة، مشددة على أن تصعيد عملياته هدفه "تطبيق خطط الإبادة والتهجير" على سكان القطاع المحاصر.
وقالت حماس، إن "حكومة الإرهابي بنيامين نتنياهو تواصل حرمان أكثر من مليوني إنسان من الماء والغذاء والدواء في حرب تجويع معلنة"، مشيرة إلى أنها دمرت مرافق مدنية، وآخرها محطة تحلية المياه في حي التفاح شرق مدينة غزة، وفق نص البيان.
كما أكدت على أن تصعيد الاحتلال العسكري يكشف أهدافه التي تتجاوز استعادة الأسرى إلى محاولة تطبيق خطط الإبادة والتهجير، حيث إن وتيرة مجازر جيش الاحتلال بحق المدنيين العزل تستمر في كافة مناطق قطاع غزة.
التطورات الميدانية
وفي الساعات الأخيرة، وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي، عمليته البرية شمال قطاع غزة لتشمل حي الشجاعية، وسط تغطية نارية كثيفة، وذلك ضمن حرب الإبادة المستمرة منذ 18 شهرًا.
ولا يقتصر التصعيد الإسرائيلي على شمال القطاع الفلسطيني، بل يصاحبه تصعيد مماثل في مناطق الجنوب، لا سيما رفح، حيث أنذر كامل قاطنيها بإخلاء منازلهم قبل مهاجمتها.
وتعقيبًا على ذلك، قالت القناة 14 الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي إن العمليات العسكرية في غزة ستتوسع وتتعمق تدريجيًا، حيث إن كل مكان يتم منه إطلاق صواريخ أو تنفيذ عمليات سيتم تدميره، مؤكدة أن الطريق الوحيد لوقف الحرب هو إطلاق سراح جميع المحتجزين، وإنهاء حكم حماس.
وتأتي التحركات الإسرائيلية في مختلف نواحي قطاع غزة تحت مزاعم القضاء على البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية، وهي نفس الذريعة التي لم تتغير منذ بدء العملية البرية نهاية أكتوبر 2023، غير أن الحقيقة لا تتعدى كونها تستهدف الأحياء السكنية والمدنيين العزل.
ويتماشى الواقع الحاصل مع رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي توعد بتصعيد حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وتنفيذ مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير المواطنين الفلسطينيين منه.