انتقدت صحيفة "لوموند" الفرنسية استئناف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة . مشيرة إلى أن الإفلات من العقاب ساد منذ بداية العمليات العسكرية، وأن الدولة العبرية تواصل إبقاء هذه الحرب طي الكتمان من خلال منع الصحافة الدولية من الوصول إلى غزة .
وقالت الصحيفة الفرنسية فى افتتاحيتها اليوم :"أكثر من 1100 فلسطيني قتلوا، ومئات الجرحى، ودمار غير مسبوق، هذه هي النتيجة حتى الآن لاستئناف إسرائيل للحرب من جانب واحد في غزة، بعد أن خرقت اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس والذي كان ينص على العودة الدائمة إلى الهدوء على ثلاث مراحل، عادت لتنشر قواتها وتجبر الفلسطينيين على النزوح مرة أخرى داخل شريط ضيق من الأرض مقسم بممرات".
وأضافت:هذا الاستئناف للقتال يصاحبه حقائق مثيرة للقلق: قصف مدرسة كانت تستخدم كملجأ أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 30 فلسطينيا بالإضافة إلى اكتشاف جثث 15 عامل إنقاذ فى مقبرة جماعية فى رفح جنوب قطاع غزة يوم 30 مارس .. ويبدو أنهم قتلوا أثناء قيامهم بمهمة إنقاذ ..وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في ما يمكن أن يشكل جريمة حرب مرة أخرى، في حين ساد الإفلات من العقاب منذ بداية العمليات العسكرية، وتواصل الدولة العبرية إبقاء هذه الحرب طي الكتمان من خلال منع الصحافة الدولية من الوصول إلى غزة .
ووفقا للصحيفة ، فإن شدة عمليات القصف الجديدة والحصار الغذائى المفروض منذ أكثر من شهر يتيح قياس مدى سخرية صيغة "الهجرة الطوعية" التى تخطط لها السلطات الإسرائيلية ... ولكن فى حقيقة الأمر ، فإن بنيامين نتانياهو يستفيد من الحصانة الدبلوماسية التى تشجعه على المضى قدما فى سلوكه،وقد منحه رئيس الوزراء المجر فيكتور أوربان الفرصة كاملة.. ليس فقط بدعوته لزيارة مدتها أربعة أيام إلى بودابست ولكن أيضا بإعلانه يوم وصول نتنياهو انسحاب بودابست من المحكمة الجنائية الدولية التى أصدرت عام 2024 مذكرات اعتقال ضد نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، وكلاهما يخضع للمحاكمة بتهمة "ارتكاب جرائم ضد الإنسانية" واستخدام "التجويع كوسيلة من وسائل الحرب".
وقالت "لوموند" إن هذه الرحلة إلى بودابست هى الأولى التى يقوم بها نتنياهو إلى دولة عضو فى المحكمة الجنائية الدولية معربة عن اعتقادها أن قرار أوربان الانسحاب من المحكمة يمثل انتصارا لنتنياهو بالنظر إلى أنه على الرغم من إن بعض الدول مثل ألمانيا وفرنسا وبولندا شككت فى احتمالية توقيفه فى حالة زيارة أراضيها إلا أنها لا تتخلى عن المحكمة الدولية.
ورأت الصحيفة الفرنسية ـ فى ختام افتتاحيتها ـ أن أوربان يعمل على تعزيز تضامن الأنظمة غير الليبرالية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يستعير توجهه الاستبدادي بشكل متزايد من أساليب تلك الأنظمة، ولا سيما من خلال مهاجمة القضاء . مشيرة إلى أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لا يمكن إلا أن تشجعهم.