الإثنين 7 ابريل 2025

تحقيقات

القمة المصرية الأردنية الفرنسية.. نداءً إلى المجتمع الدولي والإقليمي لإنقاذ غزة

  • 6-4-2025 | 15:22

قطاع غزة

طباعة
  • محمود غانم

في ظل المنعطف الحرج الذي تمر به القضية الفلسطينية، جراء السياسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، ينتظر أن تشهد القاهرة -غدًا الاثنين- عقد قمة ثلاثية بحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وملك الأردن عبد الله الثاني، للتباحث في هذا الخصوص. 

وتتوافق رؤى هذه الدول في دعم جهود حل الدولتين، بما يفضي إلى قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كون ذلك السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم في المنطقة. 

وسيصبح استئناف إسرائيل حربها في قطاع غزة الشغل الشاغل لهذه القمة، حيث تتوافق هذه الدول على ضرورة التوصل إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار هناك، يعقبه البدء في عملية إعادة الإعمار، في ضوء الخطة المصرية المدعومة دوليًا.

وحسب بيان صادر عن الديوان الملكي الأرني، اليوم الأحد، فإن هذه القمة تنعقد غدًا الاثنين، لمناقشة الأوضاع الخطيرة في قطاع غزة بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

رؤى متوافقة

وفي حديث هاتفي، تباحث السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون حول تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث تم استعراض الجهود المصرية لوقف إطلاق النار بالقطاع.

وقد أكد الرئيسان -في حديثهما السبت- أهمية استعادة التهدئة في غزة من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، وشددا على أهمية حل الدولتين باعتباره الضمان الوحيد للتوصل إلى السلام الدائم في المنطقة، وهو ما تدعمه الأردن أيضًا.

في غضون ذلك، يؤكد الدكتور مختار غباشي، الخبير السياسي والاستراتيجي، أن القمة الطارئة المنتظر عقدها في القاهرة لها تأثير أدبي ومعنوي مهم، حيث إن فرنسا تُعتبر دولة مؤثرة جدًا على نطاق العالم الغربي.

وأوضح الدكتور مختار غباشي، في حديثه لـ"دار الهلال"، أن حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، وما قد يتبعها من زيارة إلى العريش، ينظر فيه إلى معبر رفح، ليدرك حجم المأساة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة، ومعه بالتأكيد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني.

وأردف مشددًا أن هذه القمة تمثل نداءً إلى المجتمع الدولي والإقليمي، بأن تستجيب إسرائيل للمطالبات المصرية والحقوقية بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، موضحًا أن ما تحمله هذه القمة من تأثير "أدبي" و"معنوي" يعكس رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

وحول موقف القمة من تحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يقول الخبير السياسي والاستراتيجي، إن من "أمن العقوبة أساء الأدب"، بمعنى أن إسرائيل طالما لم يتخذ ضدها إجراءات عقابية صريحة وواضحة ضد ما أسماه بـ"الكيان الإسرائيلي"، تدرك عبره الولايات المتحدة أن مصالحها مهددة، ستواصل هي في عمليات القتل الممنهج.

وشدد على أن ذلك ليس على نطاق قطاع غزة فحسب، بل كذلك الضفة الغربية، وما تشهده من تصعيد، حيث إن هناك أكثر من 40 إلى 50 ألف نازح خرجوا قسريًا من مخيماتها، موضحًا أن ذلك سيستمر ما دام لم تتخذ إجراءات عقابية حقيقية ضد إسرائيل.

وبناءً عليه، يؤكد أن القمة الثلاثية المنتظرة عقدها في القاهرة هي قمة "معنوية"، يجب أن يخرج من خلالها نداءات صريحة تدرك من خلالها إسرائيل أهمية وقف المجازر التي ترتكب.

وفي سياق متصل، يلفت غباشي، إلى اللقاء المزمع عقده بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، غدًا الاثنين، موضحًا أن تركيزه سينحصر على الأوضاع في قطاع غزة، على وجه الخصوص، وكذا التطورات في الشرق الأوسط.

ويدحض صحة ما يُثار حول أن الزيارة تأتي في ضوء التعريفات الجمركية، التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، وطالت إسرائيل، قائلًا:"لن تكون هناك تعريفات جمركية، الولايات المتحدة خزائنها مفتوحة لإسرائيل"، في إشارة إلى الدعم المادي، الذي تقدمه "واشنطن" لـ"تل أبيب".

وعليه، فالزيارة ستركز على تصرفات إسرائيل في محيطها الإقليمي دون رادع أو خوف، سواءً في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها قطاع غزة أو سوريا ولبنان، حسب غباشي.

ومضى مضيفًا، أنه يود من جانبه، أن يجلب هذا اللقاء الهدوء إلى المنطقة عبر أن تمارس الولايات المتحدة ضغوط إلى إسرائيل تدفعها نحو تحقيق الهدوء في الشرق الأوسط.

وسلط الضوء على أن مصر، بدورها أحد الوسطاء، قدمت بدائل لأطروحات التهدئة في غزة، التي قدمتها المقاومة الفلسطينية، وفي حين استجابات الأخيرة، فإن إسرائيل امتنعت.

وكشف أن استجابة المقاومة الفلسطينية لأطروحات التهدئة تدفع إسرائيل نحو التصعيد، لا الهدوء، وآخر ذلك مطالبها بخروج المقاومة من غزة، وتفكيك سلاحها، معلقًا:"هذه مستحيل"، مشيرًا إلى أن كل ذلك يأتي في ظل عجز وخذلان عربي وإسلامي.

    

أخبار الساعة

الاكثر قراءة