أعادت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر، الضوء إلى العلاقة الثقافية العميقة بين مصر وفرنسا، وخاصة الآثار المستمرة التي تركتها الحضارة المصرية في مجال الموضة الفرنسية، حيث أنه هناك تأثيرات عدة صنعت ملامحها وأثرت في تطور الأزياء الفرنسية على مر العصور، سواء في العصور الكلاسيكية أو الحديثة، وفي السطور التالية نستعرض بوابة "دار الهلال" أبرز تلك التأثيرات:
-منذ العصور القديمة، كانت مصر مصدر إلهام للفنانين والمصممين الفرنسيين، حيث كانت الملكات في العصر الفرعوني مثل نفرتيتي وكليوباترا تجذب الأنظار بتصاميمهن الملكية المبهرة، وهذه الصور الخالدة لم تغب عن أذهان المصممين الفرنسيين، الذين استلهموا منها الأقمشة الفاخرة والزخارف المعقدة، ومع مرور الزمن، أصبح تأثير الحضارة المصرية جزءًا لا يتجزأ من صناعة الأزياء في فرنسا.
-في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، تأثرت الموضة الفرنسية بشكل كبير بالاكتشافات الأثرية في مصر، خاصة بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في عام 1922، مما أثار اهتمامًا عالميًا غير مسبوق بالحضارة المصرية، دفع مصممي الأزياء الفرنسيين مثل كوكو شانيل وإيف سان لوران لاستلهام العديد من تصاميمهم من الرموز المصرية القديمة. فكان هناك استخدام للألوان الذهبية، والنقوش الفرعونية، والمجوهرات الفاخرة التي تحاكي ما كان يرتديه الفراعنة.
.
-ظهرت التأثيرات في مجال الموضة المصرية بشكل واضح في عروض الأزياء الفرنسية، حيث أصبح للمصريين القدماء حضور بارز في تصاميم الأزياء الفرنسية، سواء كان ذلك في الأوشحة المطرزة أو الفساتين ذات التفاصيل الهندسية التي تذكرنا بنقوش المعابد المصرية، ما منحها طابعًا فريدًا ومميزًا.
- قامت بعض الأسر الفرنسية بارتداء أزياء المصريين القدماء خلال الاحتفاء بأولمبياد باريس 2024، تعبيرًا عن السعادة، والاعتزاز بالملابس الفرعونية.
- في 2019 أطلقت دار الأزياء الفرنسية «شانيل» مجموعة من خطها السنوي «ميتييه داغ»، تستعرض فيها خبرات ومهارات ورشاتها المتخصصة، وقدمت عرض داخل متحف «متروبوليتان» للفنون في مدينة نيويورك، به 81 تصميماً مستقى من الحضارة الفرعونية، كما قدم المدير الإبداعي للدار، كارل لاغرفيلد، وجهة نظره الفنية مستلهماً من الفراعنة، من دون أن يتخلى عن لمسات عصرية حققها من خلال السترات المصممة من نسيج التويد والجلد.
