يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، ثاني اجتماعاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ عودته لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في يناير الماضي، حيث تناقش الزيارة ملفين أساسيين هما الحرب على قطاع غزة، بالتزامن مع مرور عام ونصف من بدء الحرب على القطاع، والملف الثاني هو الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة.
ملفات مباحثات نتنياهو وترامب في البيت الأبيض
وتناقش مباحثات نتنياهو وترامب جهود إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، بعد أن فرضت إدارة ترامب رسومًا جمركية بنسبة 17% على إسرائيل كجزء من إجراءات تجارية جديدة على البضائع من العديد من الدول، يوم الأربعاء الماضي، وفي المقابل أعلنت إسرائيل عن إلغاء جميع رسومها الجمركية على البضائع الواردة من الولايات المتحدة، أكبر شريك تجاري لها.
ويتزامن اللقاء مع مرور 18 شهرًا على بدء حرب إسرائيل على غزة في 7 أكتوبر 2023، وبعد الاختراق الإسرائيلي لاتفاق الهدنة الذي استمر لمدة شهرين من وقف إطلاق النار، والذي انتهكه الاحتلال في 18 مارس الماضي بقصف عنيف للقطاع بعد فرض فرض حصار لمدة خمسة أسابيع على المساعدات والبضائع إلى قطاع غزة ومنع دخولها.
وجاءت زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض بشكل مفاجئ، بعد أن أنهى ترامب زيارته إلى المجر، حيث يعقد مباحثات مع ترامب، قال عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي إنها "ستتناول قضية الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة منذ 18 شهرا، وتحقيق النصر في غزة، ونظام الرسوم الجمركية على إسرائيل" على حد وصفه.
وقال نتنياهو: "آمل أن أتمكن من المساعدة في هذه القضية. هذا هدفي. أنا أول زعيم أجنبي سيلتقي ترامب لمناقشة هذه القضية بالغة الأهمية للاقتصاد الإسرائيلي"، مضيفا أنه
وأضاف نتنياهو: "هناك طابور طويل من القادة الذين يرغبون في القيام بذلك فيما يتعلق باقتصاداتهم، موضحا أن "اجتماعه مع ترامب يعكس الصلة الشخصية القوية بيننا، وكذلك العلاقات المميزة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو أمر بالغ الأهمية في هذا التوقيت"."
مؤتمر صحفي مشترك
وأعلن البيت الأبيض أن ترامب سيعقد مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا بعد ظهر اليوم مع بنيامين نتنياهو.
بعد وصوله أمس الأحد، التقى نتنياهو بوزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك والممثل التجاري جيمسون جرير، مهندسي الرسوم الجمركية الشاملة التي أغرقت أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم، وفقا لوسائل إعلام أمريكية، فيما أكد مكتب نتنياهو أن الاجتماع كان "ودودًا ومثمرًا".
وأفادت صحيفة واشنطن بوست، بأن الرسوم الجمركية الأمريكية قد تلحق ضررًا بالغًا بالاقتصاد الإسرائيلي، بما في ذلك قطاع التكنولوجيا، الذي يعتمد على الصادرات إلى الولايات المتحدة والمستثمرين الأمريكيين، حيث تعد الولايات المتحدة هي أكبر شريك تجاري لإسرائيل، وتتمتع بالفعل بإعفاء ضريبي شبه كامل على وارداتها.
الزيارة الثانية للبيت الأبيض
وتعد زيارة نتنياهو للبيت الأبيض هي الثانية له منذ تولي ترامب منصبه في يناير الماضي، وأُعلن عنها يوم السبت، أثناء وجود نتنياهو في المجر، حيث تجاهل رئيس الوزراء المجري المتطرف فيكتور أوربان مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو، وأعلن انسحاب المجر من المحكمة الجنائية الدولية.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن اتخذت طائرة نتنياهو اتخذت مسارًا أطول من المعتاد لتجنب التحليق فوق الدول الأوروبية الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية.
مظاهرات في إسرائيل
وشهدت الأراضي المحتلة، مظاهرات من قبل إسرائيليين يحثون نتنياهو على إبرام صفقة رهائن خلال لقائه ترامب، حيث تجمع بضع عشرات من المتظاهرين، اليوم الاثنين، أمام مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس للمطالبة باتفاق يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن.
ووفقًا للسلطات الإسرائيلية، يُعتقد أن 24 أسيرًا لا يزالون على قيد الحياة، وشهدت المظاهرات الإسرائيلية اليوم قراءات المتظاهرين لأسماء الأسرى المحتجزين لدى حماس في غزة، مطالبين باتفاق يضمن إطلاق سراحهم.
وكان من بين المتحدثين جيل ديكمان، ابن عم الرهينة المتوفاة كارمل جات، قائلا: "مرّ عام ونصف، عام ونصف".
لا يسعنا إلا أن نصرخ: كفى. كفى لهذا الكابوس، كفى للتخلي عنهم، أعيدوهم جميعًا إلى ديارهم".
فيما قالت فاردا بن باروخ، جدة الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر: "الآن حانت لحظة الحقيقة، لحظة الحقيقة لكم"، موضحة: "أنت في الولايات المتحدة، وعليك أن تجلس مع الرئيس ترامب وتُبرم صفقةً تُطلق سراح الجميع. نحن نتطلع إلى هذا".