عندما تتناغم الكلمات مع الألحان، يظهر تأثير ساحر، مما يولد شعوراً عميقاً وتأثيراً قوياً على المستمعين، هذا ما حدث مع أغنية "حلوة يا بلدي" للمطربة العربية الأسطورية داليدا، فقد جسدت هذه الأغنية شوق القلب والارتباط الوثيق بالوطن، كأنها نشيد وطني دائم يمتد لأكثر من خمسين عاماً، ولكن ما هو السر وراء هذا الإحساس العميق؟ وكيف أصبحت أغنية "حلوة يا بلدي" قريبة من القلوب والعقول حتى بعد رحيل مبدعيها؟
وفيما يلي، نستعرض قصة إحياء أغنية "حلوة يا بلدي لداليدا:
كانت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم إلى مصر حدثاً بارزاً على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وعندما زار الرئيس ماكرون منطقة خان الخليلي، انتشرت السعادة والفرح في كل مكان، كأن العالم توقف ليشارك هذا اللقاء السعيد الذي جمع الرئيس الفرنسي بالشباب المصري وتخللته أغنية "حلوة يا بلدي".
بالفعل، كانت هذه الأغنية البسيطة هي أحد أهم عوامل إحياء روح الانتماء والحنين القوي للوطن، حيث قدم الشاب الملحن والكاتب مروان سعادة كلمات عذبة مع موسيقى تعبر عن حبه وشغفه بالوطن، وحصل سعادة على فرصة ذهبية عندما طلب منه الملحن الفرنسي جيف بارنيل كتابة أغنية باللغة العربية لكي تتدرب عليها داليدا وتقدمها بلهجة عربية رائعة.
ولكن سعادة قرر أن يعبر في كلمات الأغنية عن شوقه العميق للوطن والتواصل مع الوطنية القوية والارتباط العميق بالأماكن التي نشأ فيها. وبالفعل، أثارت الأغنية ضجة كبيرة وحازت إعجاب الجمهور عند صدورها عام 1979.
لكن حدث سوء فهم حول ملكية الأغنية، حيث نسبها البعض إلى الشاعر الكبير صلاح جاهين الذي كتب لداليدا أغنية "سالمة يا سلامة" وقدمتها في نفس العام، ولكن في الحقيقة، كانت أغنية "حلوة يا بلدي" من كلمات وألحان سعادة، وهي تعبير عن حبه وانتمائه.
وقد حرص صلاح جاهين على تصحيح هذا الخطأ والاعتذار لسعادة علناً خلال حفل إفطار في شهر رمضان، فقد أكد جاهين أنه لا يمكن أن يساوي قطرة في بحر موهبة سعادة، وأنه أخطأ في نسبة الأغنية إليه.
وبالفعل، تعتبر أغنية "حلوة يا بلدي" من الأغاني الخالدة التي تصلح لأن تكون نشيداً وطنياً، فقد انتقلت من جيل إلى جيل، ولا تزال حتى يومنا هذا تحمل رسالة قوية عن الانتماء والشوق.