مشاهد متتابعة ومتتالية ترسم صورة متكاملة تصل بنا حتما إلى مفهوم "القوة المصرية"، التفاصيل كانت على مدار 72 ساعة حاسمة بدأت من عند الإمام الحسين رضى الله عنه ومنطقة الجمالية وخان الخليلي العريقة، واستمر تتابع مشاهدها العبقرية على مدار ثلاثة أيام، منذ بدأت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفيعة المستوى والتاريخية إلى مصر، واستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي له بحفاوة كبيرة تؤكد عمق الصداقة ومتانة العلاقات المصرية الفرنسية الاستراتيجية والتاريخية.
من قلب القاهرة كان المشهد الأبرز، تجسيد حقيقي على الأرض لمعنى القوة، أن تصطحب ضيفا كبيرًا ورئيسًا لأكبر دول الاتحاد الأوروبي في هذا التوقيت إلى الحسين وتحديدًا منطقة خان الخليلى، وسط المصريين الأصلاء البسطاء، فهذه رسالة الأمن والأمان من مصر العظيمة إلى العالم قاطبة.
"بنحبك يا ريس" و"في ظهرك يا ريس" كانت هتافات المحبة من قلوب المصريين الصافية ترحيبًا بالسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى وضيفه الكبير الرئيس ماكرون، هتافات صادقة من القلب - وما يخرج من القلب يصل صادقا دون رياء إلى المحبين، تؤكد في مضمونها أن المصريين جميعا صف واحد خلف قائدهم العظيم، داعمون بقوة وإخلاص لرئيسهم وبلدهم ضد أي مخططات تستهدف الأمن القومي المصري، وأنهم أبدا لا يفرطون ولن يفرطوا في ثوابتهم تجاه القضية الفلسطينية، رافضين تمامًا لأوهام تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
السير في دروب القاهرة العتيقة، وفى حوارى الحسين وخان الخليلى له سحر خاص يفهمه أصحاب الحضارة، هنا دولة صنعت التاريخ وتكتب دائمًا فصوله، من المتحف الكبير والأهرامات آلاف السنين حتى الحسين وخان الخليلى، رسالة يقدرها ويعرف قيمتها من له أصول حضارية ممتدة.
الأصالة والتاريخ وحفاوة الاستقبال جعلت الرئيس ماكرون يهيم عشقًا في حب القاهرة وأهلها وترجم المحبة في فيديو وسط أهالي خان الخليلى والجمالية ينبعث منه صوت "داليدا" تغني "حلوة يا بلدى".
قولا وفعلا مصر دائمًا حلوة قوية فتية عفية عزيزة مرفوعة الرأس والهامة في محيط هادر مضطرب، ودائمًا تبقى مصر الرقم الصحيح في الشرق الأوسط وربما العالم بأسره.
اليوم الثاني من زيارة ماكرون الاستثنائية لم يقل نشاطًا ولا فاعلية عن يومه الأول، بدأ باستقبال رسمي، ومباحثات ثنائية بينه وبين الرئيس السيسى، تلتها مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين.
ثم كانت القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفرنسية بمشاركة زعماء الدول الثلاث الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني والرئيس ماكرون للتأكيد على المواقف الثابتة تجاه القضية الفلسطينية حيث جاءت المواقف متطابقة ودعا القادة إلى عودة فورية لوقف إطلاق النار لحماية الفلسطينيين، وضمان تلقيهم المساعدات الطارئة الإنسانية بشكل فورى وكامل، ودعا القادة لتطبيق وقف إطلاق النار الموقع في 19 يناير ووقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوض إمكانية حل الدولتين وتزيد التوترات.
تتطابق المواقف أيضا تجسد في إعراب القادة عن رفضهم لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وأي محاولات لضم الأراضي الفلسطينية، وضرورة الدعم الدولي لخطة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية في الرابع من مارس الماضي.
ثم جاءت المكالمة الهاتفية التي أجراها القادة الثلاث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتؤكد مجددًا على تطابق المواقف وضرورة ضمان وقف إطلاق النار واستئناف الوصول الكامل لتقديم المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين على الفور وضمان حل الدولتين.
اليوم الثاني تتابعت مشاهده أيضا لتؤكد عمق الصداقة المصرية الفرنسية وظهر ذلك في تفقد الرئيسين السيسي وماكرون محطة عدلى منصور المركزية التبادلية للمونوريل، وأيضا في فعاليات منتدى رجال الأعمال المصري الفرنسي.
ومن قاهرة المعز إلى أرض الفيروز تكتمل مشاهد القوة المصرية في الزيارة التي أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي ماكرون إلى العريش واصطفاف آلاف المصريين يرددون في صوت واحد "أنت مش لوحدك احنا في ضهرك يا ريس"، ويعلنون بكل قوة دعم قرارات القيادة السياسية بشأن القضية الفلسطينية ورفض كل مخططات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
72 ساعة حاسمة كانت كفيلة بإظهار قوة الدولة المصرية وثوابتها التي تدافع عنها، ومواقفها الراسخة تجاه القضية الفلسطينية التي لن تحيد عنها حتى إنهاء معاناة أهلنا في فلسطين.
علينا جميعا أن نفخر برئيسنا القائد العظيم، وبوطننا القوي الشامخ الأبي.. ودائمًا وأبدًا تحيا مصر.