أبرزت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم /الأربعاء/ تصاعد الخلاف داخل أروقة الإدارة الأمريكية بشأن الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على معظم دول العالم، ونقلت انتقاد قطب الأعمال إيلون ماسك بشدة لمسئول التجارة ومستشار ترامب، بيتر نافارو، ووصفه له بـ" الأحمق" بسبب هذا الملف.
وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير - أن الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" الملياردير الأمريكي إيلون ماسك هاجم بشدة مهندس حرب دونالد ترامب التجارية، في أبرز اعتراض علني وانقسام واضح حتى الآن لاحتمال نشوب خلاف بين الرئيس الأمريكي وأغنى رجل في العالم.
وفي هجوم لاذع، صباح أمس /الثلاثاء/، وصف ماسك - وهو منتقد قديم للرسوم الجمركية - مسئول التجارة بيتر نافارو بأنه "أحمق" و"أكثر غباء من كيس طوب"، ردًا على وصف نافارو له بأنه "مُجمّع سيارات" واتهمه "بحماية مصالحه الخاصة".
وبحسب "فاينانشيال تايمز"، فإن هذا الخلاف يأتي بعد أيام من تلميح ماسك - الذي أنفق أكثر من ربع مليار دولار على حملة ترامب الانتخابية ويدير ما يسمى بوزارة كفاءة الحكومة "دوج" - مرارًا وتكرارًا إلى عدم رضاه عن سياسة البيت الأبيض التجارية، وأعرب - في ظهوره الافتراضي في مؤتمر نظمه نائب رئيس الوزراء الإيطالي اليميني ماتيو سالفيني خلال عطلة نهاية الأسبوع - عن أمله في أن تتوصل الولايات المتحدة وأوروبا إلى "وضع خالٍ من التعريفات الجمركية، مما يُنشئ فعليًا منطقة تجارة حرة".
كما نشر ماسك مقطع فيديو على منصته للتواصل الاجتماعي "إكس"، أشاد فيه عالم الاقتصاد ميلتون فريدمان، بمزايا الاقتصاد المعولم من خلال التأمل في الأجزاء المختلفة والجهد اللازم لصنع قلم رصاص واحد.
ووصف كيمبال، شقيق ماسك والعضو في مجلسي إدارة شركتي تسلا وسبيس إكس، يوم أمس الأول في منشور على "إكس"، رسوم ترامب الجمركية بأنها "ضريبة هيكلية دائمة على المستهلك الأمريكي"، وأضاف كيمبال:" الضريبة على الاستهلاك تعني أيضًا استهلاكًا أقل .. وهذا يعني وظائف أقل".
وأشارت الصحيفة البريطانية - في تقريرها - إلى أن نفوذ ماسك السياسي تعرض لضغوط قبل أن يكشف ترامب عن رسومه الجمركية الشاملة الأسبوع الماضي، في ضوء خسارة مرشح الملياردير المفضل في سباق المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن خسارة فادحة في منافسة تحولت إلى استفتاء على أساليب دوغ لخفض التكاليف .. وأكد البيت الأبيض الأسبوع الماضي أيضًا أن دور ماسك الحكومي، الذي كان من المقرر أن يستمر حتى عام 2026، قد ينتهي في غضون أسابيع، بمجرد انتهاء عمله مع دوج .. وصرح ترامب بأن الملياردير سيعود في مرحلة ما "إلى أعماله بدوام كامل"!.
وفي غضون ذلك، بدا - حسبما أبرزت الصحيفة - أن بعض مشاريع ماسك قد عانت من ارتباطه بالرئيس، إذ انخفض سهم تيسلا بأكثر من 35% منذ بداية العام وسط مخاوف من تصاعد الحرب التجارية وغضب المستهلكين المعارضين لسياسة ماسك الصارمة لخفض التكاليف داخل الحكومة تجاه الشركة.
وحذرت تيسلا - في رسالة غير موقعة موجهة إلى الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير الشهر الماضي - من أن الحرب التجارية قد تجعلها هدفًا لرسوم جمركية انتقامية وتُزيد من تكلفة تصنيع المركبات في أمريكا.. مع الإشارة إلى أن الصين تُعتبر ثاني أكبر سوق لشركة السيارات الكهربائية، حيث تمتلك تيسلا أيضًا مصنعًا كبيرًا .. وقد افتتح ماسك مصنعًا للبطاريات في البلاد بقيمة 200 مليون دولار قبل أسابيع فقط.
كما خسرت شركة ستارلينك، خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التابعة لشركة سبيس إكس، عقودًا مع حكومات مختلفة مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وحلفائها .. مع ذلك، لم يستجب ماسك فورًا لطلبات التعليق من قبل "فاينانشيال تايمز"، ولم يُجب نافارو فورًا على سؤال حول تدخلات ماسك في السياسة التجارية الأمريكية.