الإثنين 14 ابريل 2025

ثقافة

في يومه الثاني.. ملتقى أطلس المأثورات يناقش توثيق التراث المعماري لمزارات سوهاج

  • 9-4-2025 | 22:16

جانب من الفعاليات

طباعة
  • ياسر علي

شهدت مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك، اليوم الأربعاء، ثاني أيام  فعاليات الملتقى الثالث لأطلس المأثورات الشعبية، "سوهاج.. الهوية والاستدامة"، الذي يقام تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، الذي يستمر حتى 10 أبريل الحالي، وينفذ بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة.

شهد اليوم الثاني جلسة علمية بدأت صباحا، وأدارها الدكتور خالد أبو الليل، أستاذ الأدب الشعبي بكلية الآداب جامعة القاهرة، وخلال الجلسة، قدم الدكتور وائل محمد المتولي، مدرس جغرافيا التنمية ونظم المعلومات الجغرافية بكلية الدراسات الأفريقية العليا جامعة القاهرة، وخبير نظم المعلومات الجغرافية بالهيئة العامة للتخطيط العمراني بالعاصمة الإدارية، بحثه في أحد أهم الموضوعات في دراسات السياحة الحضارية، من خلال ربط عناصر التركيب الداخلي للمدينة بالهوية الثقافية والتراث المادي، مع التركيز على التوثيق المكاني لعمارة المزارات الدينية والأضرحة في مدينة سوهاج، حيث عرض رؤيته من منظور الأهمية الدلالية والرمزية لهذه المواقع، وموقعها ضمن المخطط العام للمدينة.

كما تحدث الباحث عن المقاومات الطبيعية في سوهاج، مشيرا إلى أن المدينة تنقسم إداريا إلى حي شرق وحي غرب، ويضمان سبع شياخات، وتناول كذلك تقنيات نظم المعلومات الجغرافية المستخدمة في التوثيق، ومصادر البيانات، والتوزيع المكاني للمزارات.

وسلط الضوء على مسجد العارف بالله، أحد أبرز المزارات في المدينة، وتحدث عن مظاهر الاحتفال ب"المولد" فيه، والتي تشمل تلاوة القرآن، والمدائح النبوية، والدروس الدينية، والأنشطة الاجتماعية والثقافية، إلى جانب إشارته إلى الجامع العتيق "مسجد الفرشوطي"، باعتباره أحد المعالم الدينية ذات الأهمية التاريخية.

وأكد الدكتور وائل على ضرورة التكامل التطبيقي بين نظم المعلومات الجغرافية والتوثيق المعماري والتاريخي، مشددا على أهمية العمل التعاوني بين خبراء الآثار، وعلوم الحاسب، والنمذجة ثلاثية الأبعاد، والواقع الافتراضي والمعزز، من أجل الحفاظ على التراث الثقافي.

واختتم الباحث حديثه بعدد من التوصيات الجوهرية، كان أبرزها التأكيد على ضرورة مراعاة الاعتبارات الأخلاقية المرتبطة بالتكرار الرقمي لمواقع التراث الثقافي، مشيرا إلى وجوب النظر المتأني لهذه المسائل أثناء التخطيط والتنفيذ لمشروعات التوثيق الرقمية.

وفي ختام الجلسة، قدمت مداخلات ثرية من الباحثة سعاد عطية أحمد، بإدارة أطلس المأثورات الشعبية، والباحث عرفة أحمد سبيكة.

وفي الثالثة والنصف مساء، انطلقت المائدة المستديرة التي تناولت "الوضع الراهن لتوثيق التراث الشعبي المصري"، بمشاركة كل من الدكتور مصطفى جاد، العميد السابق للمعهد العالي للفنون الشعبية، وأستاذ قسم مناهج البحث والفلكلور، الدكتورة ولاء محمد، وكيل المعهد، وأستاذة مناهج البحث وأدوات الجمع الميداني وتقنيات الحفظ، الدكتورة دعاء شديد، أستاذ علم المعلومات بالمعهد، الدكتورة منة الله عاطف، عميدة المعهد بقسم البحث والفلكلور.

ودار النقاش حول التحديات الراهنة في حفظ التراث الشعبي، والحاجة الماسة لوجود متخصصين مؤهلين في الجمع والتوثيق، بالإضافة إلى أهمية ترسيخ الأمانة العلمية في التوثيق وكتابة المصادر، وتوفير منصة رقمية لحفظ المواد التراثية تتيح العودة إليها ومشاركتها مع الجهات والمؤسسات المعنية.

الاكثر قراءة