في واقعة مأساوية هزّت الوسط الطبي والأسري، توفيت طبيبة أسنان شابة، حفيدة رئيس الوزراء الأسبق كمال الدين حسين، داخل مركز تجميل غير مرخص في التجمع الخامس بعد خضوعها لحقن "فيلر" على يد شخص انتحل صفة طبيب، تبين لاحقًا أنه صيدلي ليس لديه أي ترخيص أو خبرة في هذا المجال.
تفاصيل المأساة:
بدأت الحكاية عندما قررت الطبيبة الشابة التوجه إلى مركز تجميل لتخضع لبعض الإجراءات البسيطة في وجهها، لكنها للأسف وقعت ضحية جشع وغش وإهمال من قبل شخص ادعى أنه طبيب مختص في هذا المجال، ليكتشف لاحقًا أنه مجرد صيدلي لا يملك أي تراخيص تجميلية.
قام هذا الشخص باستخدام مواد مجهولة المصدر وأدوات غير آمنة، مما جعل حقنة الفيلر التي كانت مخصصة لتحسين ملامح وجهها تتحول إلى رصاصة قاتلة أوقفت قلبها.
شهادات صادمة:
استمعت نيابة القاهرة الجديدة لأقوال الشهود، وكانت شهادة مسؤولة الحجوزات في المركز، المدعوة "م.ع"، بمثابة صدمة إضافية، حيث أكدت أن المركز يدار من قبل أشخاص غير مختصين في هذا المجال، ولم يكن لديها علم بتخصصاتهم الدقيقة.
وكشفت أيضًا أن واقعة وفاة الطبيبة لم تكن الأولى، فقد سبقتها حادثة لرجل فقد وعيه بعد إجراء عملية لإزالة زوائد جلدية في نفس المركز، ومع ذلك لم يتحرك أحد لإيقاف الأنشطة غير القانونية، بل تم تغيير الطبيبة المتسببة في الحادثة السابقة واستمر العمل في المركز دون إخطار السلطات أو اتخاذ أي إجراءات قانونية.
مفاجآت التحقيق:
أظهرت التحريات أن المركز يعمل بدون أي ترخيص طبي، ويستخدم شهادات مزورة وأدوية منتهية الصلاحية، في ظل غياب تام للرقابة.
كما تم ضبط مواد تجميل مهربة وغير معتمدة كانت تُستخدم على العديد من الضحايا يوميًا دون علمهم بالمخاطر الصحية المحتملة.
وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها في الواقعة، تمهيدًا لإحالة المتهمين إلى المحاكمة الجنائية.تحذيرات طبية:
من جانبهم، حذر أطباء الجلدية مرارًا وتكرارًا من حقن الفيلر في مراكز غير مرخصة، مؤكدين أن مثل هذه الإجراءات يجب أن تتم حصريًا على يد أطباء مؤهلين، وأشاروا إلى أن الأخطاء في حقن الفيلر قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، منها: انسداد الأوعية الدموية مما يؤدي إلى موت الأنسجة، فقدان البصر في بعض الحالات، تشوهات دائمة في الوجه، مضاعفات صحية حادة مثل النزيف، الالتهابات، والندوب".
هذا وتزايدت المطالبات من المجتمع الطبي بتشديد الرقابة على مراكز التجميل غير المرخصة وملاحقة منتحلي الصفة الذين يعبثون بحياة المواطنين ويعرضونهم لخطر الموت أو التشوه.