الجمعة 25 ابريل 2025

ثقافة

الخال.. دموع روت النيل

  • 21-4-2025 | 11:08

عبد الرحمن الأبنودي

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

صوت لا يتخطاه قلب، نابضًا للشعر، صنع من الحروف موالًا لا ينسى، وضمير لا يموت، تغنت كلماته عن آلام الناس، وأفرحهم وأحزانهم، إنه الخال عبد الرحمن الأبنودي ذاك الصوت الذي تقف الكلمة احترامًا في حضرته، كان مجرد فتى أسمر بسيط جاء من الصعيد محملًا بالأمال والأحلام، ليصبح صوت من لا صوت له، بلهجه بسيطة وبأسلوب عامي، استطاع بكل سلاسة أن يصل لقلوب الجميع، كان الشعر له مثل النفس لا يستغنى كلاهما عن الأخر، هو شاعر الأرض، مثل بكاء وقله حيله الفقراء، ودموعهم كالري المتدفق لازدهار الزرع، وكلماته مثل النبته المتفتحة، لتنير العقول والأفئدة.

كانت هناك بطلة متسيدة في قصائدة وهي «مصر» المحروسة التي تقاوم وتضحك وتغني حتى في أقسى لحظات التعب، جسد ذلك الألم بوضوح في أغانيه، ليجعل العندليب الذي طالما عرف صوته بالرومانسية والهدوء إلى الثورة وحب الوطن، لم تكن مصر مجرد حكاية في سطور وأغاني بل كانت ذاكرة راسخه في وجدان كل طفل، وصوت كل أم، رحل الخال في مثل هذا اليوم 21 أبريل، لكن كلماته لم ترحل، بقي صوته يدوي كلما غنت مصر، كلما ابتسم فلاح تحت شمس الجنوب، بقى الأبنودي ليكون رمزًا لكل مصري.

وُلد عبد الرحمن الأبنودي في  11 أبريل 1938، في قرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر، والده الشيخ محمود الأبنودي كان يعمل مأذونا شرعيا، انتقل إلى مدينة قنا وتحديدا في شارع بني علي، وتلقى تعليمه في مدارس قنا الابتدائية والإعدادية، بالإضافة إلى المدرسة الثانوية التي أنشئت عام 1927م.

التحق الأبنودي بكلية الآداب في جامعة القاهرة، ولكنه لم يستكمل دراسته، كما قدم استقالته من وظيفته كاتبًا في محكمة قنا الابتدائية، بعد رفضه حضور جلسة في محكمة دشنا الجزئية، فكتب الاستقالة على 16 صفحة معظمها بالشعر.

عشق الأبنودي أغاني السيرة الهلالية وهو بقنا وتأثّر بها،  وجمع من شعراء الصعيد التراث المحكي والموروث الشفاهي لهذه السيرة، فهي تُعد أشهر أعماله التي جمعها ولم يؤلفها، كما قام بالعديد من الرحلات في مصر وتونس والحجاز واليمن وأنحاء الوطن العربي، ليجمع السيرة في مجلد واحد.

يُعد "أيامي الحلوة" من أشهر مؤلفاته، والذي نشره في حلقات منفصلة في ملحق أيامنا الحلوة بجريدة الأهرام تم جمعها في هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة، وفيه يحكي الأبنودي قصصاً وأحداثاً مختلفة من حياته في صعيد مصر.

كتب الأبنودي الكثير من الأغاني للعديد من المطربين البارزين، أمثال عبد الحليم حافظ، محمد منير، محمد رشدي، فايزة أحمد وغيرهم، وكان لعبد الحليم حافظ النصيب الأكبر من أغنياته، مثل "عدى النهار"، "أقول التوبة"، "أحلف بسماها"، "أحضان الحبايب"، "المسيح"، "ابنك يقول لك يا بطل"، وغيرها.

أصدر الأبنودي العديد من دواوين الشعر، منها: "الأرض والعيال"، "جوابات حراجي القط"، "أحمد سماعين"، "السيرة الهلالية"، "الموت على الأسفلت"، وغيرها.

حصل الأبنودي على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، ليكون بذلك أول شاعر عامية مصري يفوز بتلك الجائزة، كما نال جائزة محمود درويش للإبداع العربي للعام 2014، رحل الخال عبد الحمن الأبنودي عصر يوم الثلاثاء 21 أبريل 2015.
 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة