تزايد الحديث في الساعات الأخيرة على الصعيدين الأمريكي والإسرائيلي حول ملامح تهدئة جديدة في قطاع غزة، الذي يشهد حرب إبادة إسرائيلية منذ أكثر من 18 شهرًا، وسط حديث عن مهلة أمريكية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن مواصلة الحرب قبل أن يطالبه بوقفها.
هدنة قريبة
تتحدث الولايات المتحدة الأمريكية عن قرب التوصل إلى صفقة في قطاع غزة، تتضمن وقف إطلاق النار، في حين يتحدث الإعلام العبري عن مقترح مقدم من الوسطاء الإقليميين يتضمن وقف إطلاق نار لمدة 50 يومًا.
وأبلغ ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، خلال لقائهم في واشنطن، أمس الخميس، أن هناك صفقة يتم العمل عليها حاليًا، وقد يتم التوصل إليها خلال أيام قليلة، حسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.
وعقب ذلك، أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن هناك تقدمًا بشأن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وأن عودتهم باتت قريبة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يقول فيه الإعلام العبري إن "تل أبيب" تلقت مقترحًا من الوسطاء الإقليميين يتضمن إعادة ثمانية أسرى إسرائيليين أحياء، بينهم الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، إضافة إلى جثث ثمانية أسرى، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 50 يومًا، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
ومع ذلك، قالت "يديعوت أحرنوت" إن التقديرات في البلاد تشير إلى أن الرئيس دونالد ترامب منح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مهلة بضعة أسابيع لمواصلة العمليات العسكرية في قطاع غزة، وبعدها سيطالبه بوقف الحرب والتوجه نحو صفقة شاملة.
وفي هذا الخصوص، قالت قناة الـ13 العبرية، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ الوزراء خلال اجتماعه معهم الأربعاء الماضي بأن العمل مستمر في بلورة اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
فيما قالت هيئة الإذاعة العامة "كان"، إن رئيس الوزراء أجرى تقييمًا للوضع مساء الخميس مع فريق التفاوض ومسؤولين من المؤسسة الأمنية "على خلفية المقترح المطروح من الوسطاء الإقليميين".
وقف إطلاق النار
وعقب اجتماع اللجنة العربية الإسلامية حول غزة، اليوم الجمعة، طالبت فلسطين، بوقف إطلاق نار في قطاع غزة وبشكل فوري وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، موضحة أن العمل جار على إعداد تفاصيل خطة إعادة إعمار قطاع غزة، ويجب إنجاح جهود الإعمار لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
أما مصر، فطالبت إسرائيل بالعودة إلى التزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي دخل حيز التفيذ في الـ19 من يناير الماضي.
وأكدت أن جهودها بجانب الجهود القطرية مستمرة بشكل يومي لإبرام صفقة تبادل أسرى في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، التي ترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين منذ أكثر من عام ونصف.
وكشفت أنه عند التوصل لوقف إطلاق النار بغزة فإن لجنة مؤقتة ستتولى إدارة قطاع غزة لستة أشهر إلى حين تمكن السلطة الفلسطينية من استلام المهمة، لافتة إلى أن "هناك مساهمة دولية واسعة ستكون لإعادة إعمار القطاع".
وفي فجر الـ18 من مارس 2025، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، المبرم مع حركة حماس، بواسطة مصرية قطرية أمريكية، حيث أعلنت عن إطلاق عملية عسكرية هناك تأتي في سياق استكمال مسلسل إبادة الشعب الفلسطيني، الذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023.
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية ضد قطاع غزة، منذ استئنافها الحرب في التاريخ المُشار إليه عن استشهاد 1,542 فلسطينيًا، فضلًا عن إصابة 3,940 آخرين.
وبهؤلاء، ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 50,912 شهيدًا، و115,981مصابًا، حسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.