تراجعت الرحلات البرية للكنديين إلى الولايات المتحدة بالسيارة بنحو 32% في بداية عام 2025، وفقًا لأحدث بيانات هيئة الإحصاء الكندية، وذلك في ظل تصاعد التوترات السياسية والتجارية منذ بدء الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتشير الأرقام إلى أن هذا الانخفاض هو الأكبر منذ سنوات، ويعكس تغيرًا ملحوظًا في سلوك الكنديين الذين أصبحوا أكثر حذرًا في عبور الحدود.
وأعلنت هيئة الإحصاء الكندية أن عدد رحلات العودة بالسيارات للمقيمين الكنديين من الولايات المتحدة انخفض بنسبة 31.9% في مارس مقارنةً بالعام الماضي. وهذا هو الانخفاض الشهري الثالث على التوالي، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 23% في الشهر السابق.
من جانبها، حذرت الشركات الكندية - خاصة تلك التي تعتمد على التجارة العابرة للحدود أو السياحة الأمريكية - من آثار هذه التوترات على الإيرادات والوظائف. كما أبدى بعض أصحاب العلامات التجارية الكندية التي تحمل طابعًا أمريكيًا قلقهم من تغير سلوك المستهلكين، الذين باتوا يفضلون دعم المنتجات "المحلية الخالصة".
وأثارت هجمات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على اقتصاد كندا وسيادتها موجة من الفخر الوطني والغضب تجاه الولايات المتحدة، مما أدى إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية وردود فعل جماهيرية غاضبة من شخصيات كندية بارزة، من بينها الممثل مايك مايرز.
وهددت الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات الصلب والألمنيوم والمركبات الكندية الصناعات والوظائف التي تعتمد بشكل كبير على التجارة مع الشركات والمستهلكين الأمريكيين. ومن المرجح أن يدخل الاقتصاد الكندي في حالة ركود إذا فُرضت رسوم جمركية أوسع نطاقًا.
كما انخفض عدد رحلات العودة الجوية للمقيمين الكنديين من الولايات المتحدة بنسبة 13.5% في مارس مقارنةً بالشهر نفسه من العام الماضي. في المقابل، ارتفعت رحلات العودة الجوية للكنديين من دول أخرى غير الولايات المتحدة بنسبة 9.1%.
وشكل الكنديون أكبر شريحة من السياح في الولايات المتحدة.. ففي العام الماضي، أنفق الزوار الكنديون 20.5 مليار دولار أمريكي في الولايات المتحدة، وفقًا لجمعية السفر الأمريكية. وأشارت الجمعية إلى أن انخفاضًا بنسبة 10% في سفر الكنديين إلى الولايات المتحدة قد يعني انخفاضًا في عدد الزيارات بمقدار مليوني زيارة، وخسارة في الإنفاق بقيمة 2.1 مليار دولار، وفقدان 14 ألف وظيفة.