الإثنين 14 ابريل 2025

تحقيقات

بأصابع موضوعة على الزناد.. إيران تتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي

  • 11-4-2025 | 18:56

طهران

طباعة
  • محمود غانم

في خطوة لم ترضَ بها إسرائيل، ولن ترضى بها، وعلى ما يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية أجبرت عليها لتفادي ما هو أخطر، تعقد واشنطن مع طهران مفاوضات بخصوص برنامجها النووي، تقول الأولى إنها مباشرة، أما الأخيرة فتقول إنها غير مباشرة، ليزداد المشهد لبثًا فوق لبث، وغموضًا من بعد غموض، وسط ترقب عالمي إلى ما سيؤول إليه الوضع، الذي يشير حديث الأطراف إلى أنه إن لم يُفضِ إلى إبرام اتفاق، فسيُفضي إلى الدمار والخراب.  

وبالتزامن مع هذه المفاوضات، التي تُعقد في سلطنة عُمان، تضع إيران أصابعها على الزناد تحسبًا لأي هجمات أمريكية أو حتى إسرائيلية قد تستهدف منشآتها النووية، حيث وضعت قواتها في حالة تأهب قصوى.  

وعلى الجانب الآخر، حيث الولايات المتحدة الأمريكية، لا يختلف المشهد كثيرًا، فإلى جانب تهديدها بفرض عقوبات إضافية على إيران إذا لم تتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، لا تتوقف "واشنطن" كذلك عن بعث الرسائل التهديدية باستخدام القوة العسكرية ضدها حال فشل ذلك.

أي مفاوضات ستعقد؟ 

وبينما تؤكد الولايات المتحدة الأمريكية، أنها ستعقد مع إيران مفاوضات مباشرة في سلطنة عُمان، غدًا السبت، تؤكد الثانية أن الأمر لا يتعدى كونه مفاوضات غير مباشرة.

وفي هذه المفاوضات، سيمثل الولايات المتحدة الأمريكية، ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، بينما سيمثل الجانب الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي. 

وأكدت الولايات المتحدة الأمريكية، أن وجهة نظرها في هذه المفاوضات تتمثل في عدم امتلاك إيران أسلحة نووية، وأن هذه المحادثات المباشرة ستعقد لهذا السبب بالذات، على حد قوله.

بينما تؤكد إيران، من جانبها، أن استمرار الولايات المتحدة، في سياسة الضغط الأقصى قبل أي تفاعل دبلوماسي يزيد الأمر سوءًا بين البلدين، ويخلق حالة لديها من انعدام الثقة.

وبالرغم من إعلان الولايات المتحدة، الاثنين الماضي، عقد مفاوضات مباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي، فإنها عقب ذلك بيومين، قررت فرض عقوبات على كيانات إيرانية بتهمة دعم برنامج البلاد النووي.

وحسب ما أعلنته وزارة الخزانة الأمريكية، فإن العقوبات فرضت على خمسة كيانات وفرد، جراء دعمهم للمؤسسات التي تدير البرنامج النووي في إيران، وتشرف عليه، بما في ذلك شركة تكنولوجيا الطرد المركزي الإيرانية TESA التابعة لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية AEOI.

وبدورها، أكدت وزارة الطاقة الأمريكية، أن الولايات المتحدة قادو على زيادة التضييق على إيران، ووقف صادراتها النفطية في ضوء خطة للضغط عليها بشأن برنامجها النووي.

ويأتي ذلك في إطار تنفيذ سياسة الضغط الأقصى التي يمارسها الرئيس دونالد ترامب ضد طهران، كجزء من خطة أمريكية تستهدف إحجام تطور البرنامج النووي الإيراني.

ومع ذلك، تقول إيران، إنها ستمنح المحادثات المقرر عقدها مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي "فرصة حقيقية"، وتعتزم "تقييم نوايا الطرف الآخر وحسم الأمر يوم السبت".

ومن جانبها، تمني إسرائيل نفسها، وهي حليفة الولايات المتحدة، بأن تُفضي مفاوضات الأخيرة مع إيران بشأن برنامجها النووي، باتفاق على شاكلة الاتفاق الليبي، حين قبل الزعيم الراحل معمر القذافي، في عام 2003، بتخلي بلاده عن برنامجها لأسلحة الدمار الشامل، ورحب بدخول مفتشين دوليين للتحقق من وفائها بالتزاماتها.

وزعمت إسرائيل، أنها اتفقت مع الولايات المتحدة، أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع طهران بشأن برنامجها النووي، بحيث أطالت أمد المحادثات، فإن الخيار الثاني سيكون عسكريًا.

وبالفعل، حدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مهلة شهرين للمفاوضات المتعلقة بالتوصل إلى اتفاق نووي مع طهران، وفي ذات الوقت، وجه بتعزيز القوات العسكرية الأمريكية في المنطقة كخيار آخر إذا فشلت الدبلوماسية.

أما إيران، فتؤكد من طرفها، على ضرورة أن تتخلى الولايات المتحدة عن الخيار العسكري أو الحل العسكري لتحقيق تقدم بخصوص مفاوضات برنامجها النووي، مشددة على أن من شأن ذلك أن يعرض الجنود الأمريكيين للخطر ويفرض تكلفة أكبر بكثير من حربي أفغانستان والعراق على الاقتصاد الأمريكي.

 

اتفاق مؤقت 

وفي غضون ذلك، زعم موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن إيران تدرس مقترحًا متعلق باتفاق نووي مؤقت قبل مواصلة المفاوضات بشأن اتفاق شامل، وذلك خلال محادثاتها مع الولايات المتحدة المقررة عقدها في سلطنة عمان، غدًا السبت.

وحسب ما أورده "أكسيوس" عن مصادر، فإن الإيرانيين يرون أن التوصل إلى اتفاق نووي معقد وعالي التقنية خلال شهرين، كما تريد واشنطن، أمر غير واقعي، وهم يريدون الحصول على مزيد من الوقت لتجنب التصعيد.

ويتضمن ذلك الاتفاق المؤقت -حسب "أكسيوس"- تمديد آلية العودة السريعة التي كانت جزءًا من الاتفاق النووي لعام 2015، ومن المنتظر أن تنتهي هذه الآلية، التي تُفعل عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران في حال انتهاكها الاتفاق، في أكتوبر القادم.

وقد تطالب إيران أيضًا في الاتفاق المؤقت، بتعليق سياسة "الضغوط القصوى" التي تمارسها الولايات ضدها، وفقًا للمصدر ذاته.

وأفاد الموقع الأمريكي، بأن الرئيس دونالد ترامب، قد يوجه بتنفيذ ضربة عسكرية أمريكية ضد المنشآت النووية الإيرانية أو يدعم ضربة إسرائيلية.

وللمفارقة، فإن طهران كان يجمعها بالفعل اتفاق نووي مع واشنطن، إلا أن الرئيس دونالد ترامب انسحب منه في فترة ولايته الأولى، وأعاد في ذات الوقت العمل بالعقوبات المفروضة على طهران. 

وعلى أثر ذلك، أوقفت طهران تدريجيًا التزاماتها في الاتفاق، واتخذت سلسلة خطوات، بما فيها تخصيب اليورانيوم عالي المستوى مرة أخرى بنسب مختلفة تصل إلى 60 بالمائة، إلى جانب نسبتي 5 بالمائة و20 بالمائة، بما يتماشى مع احتياجات البلاد.

وتؤكد طهران في هذا الصدد، أن برنامجها النووي يركز على الأهداف السلمية، وأن نتائجه تعود بالفائدة المباشرة على الشعب الإيراني.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة