يستعد الأقباط غدًا الأحد للاحتفال بعيد حد الشعانين أو حد الزعف، وهو مناسبة دينية ممتدة الجذور ترمز إلى دخول السيد المسيح إلى مدينة أورشليم قبل بدء أسبوع الآلام، حيث استُقبل حينها بسعف النخيل وأناشيد الفرح، في مشهد تحوّل إلى طقس سنوي يُحييه الملايين حول العالم.
المحتوى التاريخي والديني:
يعود أصل عيد حد الشعانين إلى روايات الأناجيل الأربعة، التي تذكر أن يسوع دخل أورشليم راكبًا على جحش، وكان الجمع يستقبله صارخًا: "هوشعنا! مبارك الآتي باسم الرب!"، وفرشوا له ثيابهم وأغصان الشجر على الطريق، في تعبير رمزي عن استقبال ملك السلام.
الكلمة نفسها "شعانين" مأخوذة من الصيغة العبرية "هوشعنا"، أي "خلصنا"، والتي كانت هتافًا شعبياً للفرح والرجاء، منذ القرون الأولى للمسيحية، بدأ المؤمنون بإحياء هذه الذكرى من خلال المواكب والصلوات، وكانت أورشليم مركزًا هامًا لهذه الاحتفالات.
مع مرور الزمن، انتشرت طقوس العيد في مختلف بقاع العالم المسيحي، واحتفظت برمزيتها الغنية: النخيل والزيتون يرمزان إلى النصر والسلام، والموكب الكنسي يعيد تمثيل دخول المسيح كملك روحي لا دنيوي.
أهميته الدينية:
يُعتبر حد الشعانين مدخلًا روحيًا إلى "أسبوع الآلام"، وهو الأسبوع الذي يسبق عيد الفصح أو القيامة، وفيه يتأمل المسيحيون في آلام السيد المسيح وصلبه وقيامته، ما يجعله أحد أبرز المحطات في السنة الليتورجية.