لم تكن أيام الحزن التي عاشها أهالي قرية بأطفيح بعد إعلان وفاة سيدة ثلاثينية سوى ستار لجريمة مروعة، ارتكبها أقرب الناس إليها، ومرت ثلاثة أشهر قبل أن تفضحها معلومة صغيرة وصلت إلى مباحث الجيزة.
البداية جاءت عندما تلقى المقدم محمد مختار، رئيس مباحث مركز أطفيح، معلومة أثناء فحصه عدداً من البلاغات، عن دفن سيدة في الثلاثينيات من عمرها دون تصريح رسمي. الأهالي أكدوا أن الوفاة كانت طبيعية، لكن جملة واحدة نطق بها مصدر سري، قلبت الموازين، بعدما أشار إلى أن والد السيدة ضبطها قبل أيام من الوفاة مع شاب داخل منزلها.
تحركت الشكوك داخل فريق البحث الجنائي، وبتكليف من اللواء محمد الشرقاوي، مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء هاني شعراوي، مدير المباحث الجنائية، بدأت التحريات لكشف الحقيقة.
وكشفت جهود فريق البحث، بقيادة العميد محمد مختار، رئيس مباحث قطاع جنوب الجيزة، أن السيدة كانت مطلقة وتقيم بجوار منزل أسرتها، وعندما علم والدها بارتباطها العاطفي بشاب وضبطها معه، استشاط غضبًا وقرر معاقبتها، مستعينًا ببناته الثلاث شقيقات المجني عليها.
داخل منزل العائلة تحولت مشاعر الأبوة إلى عنف، حيث انهال الأب وبناته على السيدة ضرباً حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بين أيديهم، قبل أن يقرروا إخفاء الجريمة والإعلان عن وفاتها بصورة طبيعية، ودفنها دون إبلاغ مفتش الصحة أو استخراج تصريح دفن.
وبعد اكتمال المعلومات، استأذنت مباحث أطفيح النيابة العامة، وشنت قوة أمنية بقيادة المقدم محمد مختار حملة أسفرت عن ضبط الأب والشقيقات الثلاث، وبمواجهتهم اعترفوا تفصيليًا بارتكاب الجريمة، ليتم اقتيادهم إلى النيابة التي تولت التحقيق.