دون أي اكتراث لما يمثله هذا من تعدٍ على القانون الدولي، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى المعمداني في قطاع غزة، مما جعل الجرحى والمرضى الذين يقطع عليهم الإمدادات الطبية يفترشون الشوارع، في جريمة جديدة تُضاف إلى سلسلة الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من 18 شهرًا.
قصف المعمداني
خرج مستشفى المعمداني في مدينة غزة، وسط قطاع غزة عن الخدمة، إثر قصف إسرائيلي بصاروخين طال مبنى الطوارئ والاستقبال فيه، ليجبر الجرحى والمرضى على إثر ذلك بافتراش الشوارع المحيطة به.
وفي خضم حربه على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي 34 مستشفى عمدًا، وأخرجها عن الخدمة في إطار خطة ممنهجة، حسب مكتب الإعلام الحكومي بغزة، الذي أكد أن الاحتلال ارتكب جريمة مروعة بقصف مشفى المعمداني.
وقد استنكرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمستشفى المعمداني بغزة، عبر قصفه لمبنى داخل حرم المستشفى وتدميره بالكامل، الأمر الذي أدى إلى إخلاء قسري للمرضى والعاملين داخل المستشفى.
وطالبت الصحة في غزة، المؤسسات الدولية والجهات المعنية بضرورة حماية القطاع الصحي في غزة، بما كفلته القوانين والاتفاقيات الدولية والإنسانية، والعمل الفوري على وقف الانتهاكات المستمرة بحق قطاع غزة، وعلى رأسها المرضى والقطاع الصحي.
فيما أكدت حركة حماس، أن استهداف المستشفى المعمداني بمدينة غزة، وتدمير طائرات الاحتلال لمبنى الاستقبال والطوارئ فيه، وتشريد المرضى والجرحى فيه، جريمة حرب جديدة يرتكبها جيش الاحتلال ضمن مسلسل جرائمه الوحشية التي يرتكبها في القطاع الفلسطيني، حسبما قالت.
وقالت حماس، إن هذه الجريمة تؤكد أن الاحتلال يعمل بغطاء وتواطؤ أمريكيين في ضوء تعطيل كامل لكافة أدوات المحاسبة الدولية، على حد قولها.
وفي هذا السياق، حملت حماس، الإدارة الأمريكية المسؤولية كاملة عن جريمة الاحتلال الوحشية في مستشفى المعمداني، إذ إنها لم تكن لتقع لولا الضوء الأخضر الممنوح لها من واشنطن، على حد وصفها.
وتنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، المُبرم مع حركة حماس، شهر مارس الماضي، بدعم أمريكي، رغم أن الولايات المتحدة، كانت أحد ضامني هذا الاتفاق، الذي جاء بواسطتها إلى جانب مصر وقطر.
وطالبت حماس، المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية إلى التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات الفاضحة للقوانين الدولية.
شاهدة على الجرائم
كانت مستشفى المعمدان، التي استهدفها جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل متكرر في خضم حربه على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من 18 شهرًا، شاهدًا على واحدة من أبشع الجرائم الإسرائيلية في غزة، ضمن حرب الإبادة الجماعية، وذلك عندما قصفها في 17 أكتوبر 2023، ما أسفر عن سقوط 500 شهيد، جلّهم من النساء والأطفال.
جرم في القانون الدولي
ويعتبر استهداف المشافي، وهو أمر درجت عليه إسرائيل، تعد واضح على القانون الدولي، الذي يوفر لها حماية خاصة، حيث تنص المادة الـ18 من اتفاقية جنيف الرابعة، على أنه لا يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء، ويجب احترامها وحمايتها في جميع الأوقات.
وحسب المادة الـ19 من ذات الاتفاقية، فإن لا يجوز وقف الحماية الواجبة للمستشفيات المدنية، إلا إذا استخدمت، خروجا علي واجباتها الإنسانية، في القيام بأعمال تضر بالعدو، غير أنه لا يجوز وقف الحماية عنها إلا بعد توجيه إنذار لها يحدد في جميع الأحوال المناسبة مهلة زمنية معقولة دون أن يلتفت إليه.
لكن إسرائيل، التي يتزعم حكومتها بنيامين نتنياهو، مجرم الحرب بموجب حكم صادر عن المحكمة الجنائية الدولية، لا تظهر اكتراث بهذه القوانين، بل تتعمد خرقها.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت نحو 167 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.