الثلاثاء 15 ابريل 2025

ثقافة

أدباء نوبل| «بيكيت».. سيد العبث على خشبة المسرح

  • 13-4-2025 | 22:32

صمويل بيكيت

طباعة
  • همت مصطفى

تعد جائزة «نوبل»، أشهر جائزة عالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب من الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر ويحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.

ومع قسم الثقافة ببوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901 في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.

 ونلتقي اليوم مع  الأديب الأيرلندي «صمويل بيكيت»

 الميلاد والنشأة

وُلِد صمويل بيكيت في دبلن في أيرلندا في الثالث عشر من شهر نيسان من عام 1906 وقد كان ذلك اليوم موافقا لِـ "الجمعة العظيمة، وكان والده "ويليام فرانك بيكيت" يعمل في المقاولات، أما والدته "ماريا جونز رو» فقد كانت ممرضة.

درس«بيكيت» في البداية في مدرسة "ايرلسفورت» في دبلن، ثم انتقل إلى مدرسة "بورتورا رويال» وهي ذات المدرسة التي ارتادها الأديب الأيرلندي "أوسكار وايلد"، وفي عام 1927حصل بيكيت على شهادته الجامعية من "جامعة ترينيتي".

ذكر «بيكيت» أنه كان قليل الفرح في صغره، و أنه تعرض إلى نوبات كآبة على فترات عدة، وهو الأمر الذي كان له أثراً على كتاباته فيما بعد.

أقام«بيكيت» في عام 1928 في باريس، ومن خلال إقامته هناك تعرّف على الأديب الأيرلندي "جيمس جويس" فلازمه بيكيت وأصبح تلميذًا عنده ومساعدًا له، وقد تأثرت كتابات سامويل بيكيت بأسلوب "جيمس جويس" من خلال صحبته له.

وكتب«بيكيت» في ذلك الوقت العديد من القصائد والقصص وأعمال أخرى، وكان يتنقّل بين فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وقد قابل في تنقلاته هذه العديد من الأفراد والشخصيات الذين ألهموه كتابة أهم شخصيات رواياته ومسرحياته.

وتعرض«بيكيت» أثناء تواجده في باريس في عام 1937 تعرّض بيكيت للطعن في أحد الطرقات، وتمّ نقله إلى المشفى، إذ قابل هناك "سوزان ديتشوفوكس دوميسنيل" والتي كانت تدرس عزف البيانو في باريس، وحينها بدأت بينهم علاقة استمرت طويلًا إلى أن تُوِّجت بالزواج.

الحياة الشخصية
كان على علاقة ب باربرا بري منذ الخمسينات، واستمرت علاقتهما حتى وفاته وتزوج عام 1961 من  سوزان ديتشوفوكس دوميسنيل، ولكن بالسر في مراسم مدنية أقيمت في إنجلترا.

 

كان «بيكيت» شجاعا و قدم جهودا  في مساعدة المقاومة الفرنسية فقد أُهديَ بيكيت "صليب الحرب" بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.حين امتثل «بيكيت» إلى الشفاء بعد أن تلقى الطعنة قام بإسقاط التهم ضدّ الشخص الذي قام بطعنه تجنّبًا للشهرة.|اتسمت أغلب أعمال بيكيت ب "العبثية" وسادت في طياتها الكوميديا السوداء والكثير من التشاؤم والسوداوية.

أشهر أقوال صمويل بيكيت
 

هل سبق وأن حاولت؟ هل سبق وأن جربت؟ كل ذلك لا يهم! حاول مجدداً، افشل مجددًا، افشل بشكلٍ أفضل،  لا شيء في العالم أكثر متعةً من التعاسة.


إنّك على كوكب الأرض، وليس هناك علاجٌ لذلك، ومن أقواله إن كمية الدموع في العالم ثابتة، فحين يبكي أحدهم في مكان ما يتوقف آخر عن البكاء في مكان آخر، وكذلك الأمر بالنسبة للضح


هل نحن حقًا نعني الحب حين نقول الحب؟

 

محطات في طريق سيد المسرح 
لاقى أول كتاب ينشره بيكيت والذي هو "مالوي" إعجاب النقاد الفرنسيين على الرغم من عدم تحقيقه الكثير من المبيعات، أما مسرحية "في انتظار غودو" فقد حققت نجاحًا سريعًا حين تمّ عرضها في مسرح "بابيلون" ولاقت استحسان الكثير من النقاد مما أكسب بيكيت شهرةً عالمية.

كَتب بيكيت باللغتين الفرنسية والإنكليزية، لكنّه كَتب أشهر وأهم أعماله باللغة الفرنسية وذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حتى الستينيات من القرن الماضي.

على الرغم من قناعة بيكيت أن أعماله ينبغي أن تكون ذاتيّة صادرة عن تجربته وأفكاره الشخصية، إلا أنّه قد كان جليًّا في أعماله تأثُّره الواضح بِ  «دانتي» و «رينييه ديكارت» و  «جيمس جويس».

حملت أغلب أعمال بيكيت طابع السوداوية والتشاؤم وتميّز بيكيت بأسلوب الكوميديا السوداء في إبراز العنصر الإنساني حيث أنه يعرض الأشياء الكئيبة التشاؤمية بأسلوب فكاهي، ولم يكن التركيز في مسرحياته على الزمان ولا المكان وتميزت الحبكة في أعماله بالغموض وهو ما عرف بـِ مسرح العبث»

خلال الحرب العالمية الثانية بقي بيكيت في باريس وانضم إلى المقاومة الفرنسية ضد النازيين، واستمر في نضاله حتى عام 1942 حين تمّ اعتقال أعضاء مجموعته في المقاومة الفرنسية من قبَل الشرطة السرية النازية "الغوستابو" فقام بيكيت بالهروب مع سوزان إلى المنطقة الحرة الغير خاضعة للاحتلال النازي ومكثَ هناك حتى نهاية الحرب.

تمكّن بيكيت في فترة ما بعد الحرب من كتابة الكثير من أعماله، حيث كتب خلال خمسة أعوام كتبه التالية: «إلوثيرا»، "في انتظار جودو»، «نهاية اللعبة»  رواية مالوي»، «مالون يموت»، «غير القابل للتسمية»،«ميرسييه وكاميرا»، بالإضافة إلى كتابَي قصة قصيرة وكتاب في النقد.

بالنسبة لبيكيت فقد كانت فترة الستينيات مليئة بالتغيرات حيث لاقت مسرحياته رواجًا عالميًا، وتلقّى العديد من الدعوات لحضور بروفات وعروض لمسرحياته فأصبح بيكيت نتيجةً لذلك مخرجًا مسرحيًا.

كتب بيكيت عام 1956 بشكل مأجور لِلـ «بي بي سي» أعمالًا إذاعية وتتالت بعدها عليه العروض ليكتب بيكيت في الستينيات العديد من الأعمال الإذاعية والسينمائية المميزة.

في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ومن منزله الصغير في ضواحي باريس استمر«بيكيت» في الكتابة مُعطيًَا كل اهتمامه ووقته لأعماله الأدبية هاربًا في ذلك المكان من الشهرة والأضواء.

جائزة نوبل.. لماذا ؟

وفي عام 1969 نال صمويل بيكيت جائزة نوبل للآداب، وقد رفض بيكيت استلام الجائزة بنفسه مُتَجنّبا بذلك إلقاء خطابٍ على الملأ عند استلام الجائزة، على الرغم من ذلك فلا يمكن اعتبار بيكيت شخصًا منعزلًا فقد كان يلتقي العديد من الفنانين والأدباء والعلماء والمعجبين بأعماله ليتناولوا الحديث عن أعماله

رحيل وأثر باق 
في أواخر الثمانينيات بالقرن الماضي، تراجعت حالة «بيكيت» الصحية واضطر للانتقال إلى دار تمريض ليتلقى العناية الطبية اللازمة، وبعد أشهر من وفاة زوجته سوزان تُوفّي صمويل بيكيت في 22/12/1989 في المستشفى نتيجةً لمشاكل في جهازه التنفسي.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة