الثلاثاء 15 ابريل 2025

ثقافة

القدس قدسي .. ترنيمة «الأبنودي» وجع في أحد السعف

  • 13-4-2025 | 20:58

الأبنودي.. القدس قدسي

طباعة
  • همت مصطفى

تحتفي الأوساط الثقافية هذه الأيام من شهر أبريل الجاري لذكرى ميلادأحد أهم شعراء العامية المصرية، عبدالرحمن الأبنودي، ذلك الصوت الصعيدي العذب الذي ارتقى بالكلمة الشعبية إلى مصاف النخبة، وخلّد وجدان الوطن بأشعاره.

ففي مثل هذا الشهر، وخاصةفي 11 أبريل 1938، وُلد «الخال» في قرية أبنود بمحافظة قنا، ليبدأ من تراب الجنوب رحلةً شعريّة صعدت إلى قمة المحبة والخلود في قلوب المصريين والعرب.

وتأتي ذكرى ميلاده هذا العام متزامنة مع اقتراب الذكرى الخامسة عشرة لرحيله، حين غاب الجسد عصر يوم 21 أبريل 2015، لتبقى هذا العام ذكرى رحيله الخامسة عشرة،  لكن بقيت كلماته حيّة، تتردّد في الشوارع، على لسان الناس، في الميادين، وفي قلوب من قرأوه ومن سمعوه.

من «الأرض والطين» كتب، ومن نبض العمال والفلاحين غنّى، فكان صوت البسطاء، ومرآة أحلامهم وأوجاعهم. لم يكن الأبنودي مجرد شاعر، بل كان مؤرخًا شعبيًا للحياة المصرية، ومُطربًا للوجدان القومي في زمن لا يُنسى.

وخلال أيامنا نقدم للقراء قصائد من دفاتر الخال عبدالرحمن الأبنودي، ونقدم اليوم لكم قصيدة «القدس ..قدسي»

نحن نعيش اليوم وفي أرجاء وجميع دول العالم  الاحتفال «أحد السعف» رمز السلام والانتصار، للإخوة المسحيين فيما تعيش فلسطين وحدها منفردة وعاصمتها القدس لحظات عصيبة ومتناقضة تمامًا لهذا المعنى، وهذا الحدث وتقف المدينة المقدسة،مهد الديانات السماوية،  تنزف تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، وبدل من غصن الزيتون والسعف، تُقابل الصلوات بالحصار، والفرح بالدموع، وبالشهداء على أرض غزة الحبيية الأبية المقاومة لجرائم الاحتلال

القدس قدسي..
يمامة صيف في غيتها.
تطير . تيجيني..
بأشواقها .. وغيتها.
فاكراني من يد صيادها
أنا اغيتها!!
فاكراني صوت الأدان الحي
في حطين
ومخبي في ضلوعي قلبك
يا صلاح الدين..
شايل صراخ اليتامى
ولوعة المساكين
فاكراني كفن الشهيد
وخيمة اللاجئين
وأول الأتقيا..
وآخر الهاربين..
***
تجيني وتبوسني
وتملس على خدودي
هاربة ب حدودها القدام
تتحامى في حدودي
تبكي على صدري
دبكة حزن على عودي
تبكي وفاكرة حد هدها
وأسكتها!!
أنا..
ياللي من موت شراييني
اتنسج موتها
وصوتي..
يوم الغنا الباطل
بلع صوتها
مافيش في قلبي
ولا آهة أموتها
كل الآهات ميتة
أنا حبيس همسي
نزعت صورتها من بُكرايا
من أمسي
حطين ولا حطيني
ولا قدس الهموم.. قدسي
ولا عارفة تنساني
زي ما تهت.. ونسيتها!!
***
القدس..
تيجي يمامة نور
مطفية
طالعالي م البرد
للصيف الجديد تسعى
فاكرة في كفي طعام
وف قلبي أخوية
هية اللي مش واعية..
والا أنا اللي مش باوعى..؟
لا دمع يسقى عطش عيني
ولا مية.
يا حزن لا تترجمه أهة..
ولا دمعة..
ما كنا فاكرينا
أطفالك
يا ست الكل.
الكدب ما يجيبش همه
إحنا مش أطفال
وكنا فاكرينا أبطالك
أيادي السيف
سيوفنا من قش
ودي..
ماهيش إيدين أبطال
ضيعنا ع القهوة
نص العمر
نتاوب
نتمنوا من ربنا..
تتحسن الأحوال!!
***
يا قدس
لمي جناحك وارجعي تاني.
ولا تصدقي قولي..
ولا تتمني
أحضاني
نامي في حضن العدو
هوه العدو الأول
يا قدس..
خافي قوي..
من العدو الثاني.
الخنجر المختفي
وانتي فاكراه
ضلع
الأفعى ورا
ضحكتي..
والموت في أسناني.
وصفحتي في النضال
بيضا بياض التلج!!
***
لمي الجناح يا قدس
لمي الجناح..
البناني ف قلبي مسكونة
بيمام .. غريب الوطن.
يوم ما التهم خضرتك
فدان ورا فدان.
يوم ما طرد أسرتك
إنسان ورا إنسان.
يوم ما هدم مادنتك
وكسَّر الصلبان
***
يا قدس..
قولي لحيطانك
اثبتي بقوة
حيخلصك ابنك
اللي أنا .. مانيش هوه
لا تبحثي عن حلول
الحل من جوه
احل من جوه
الحل من جوه!! ..

 

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة