قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، خلال تفقده اليوم فرع شركة "سيليكون إكسبرت" الأمريكية بمدينة بنها في محافظة القليوبية، إن ما تقدمه هذه الشركة يمثل نموذجًا فريدًا في مجال تصدير الخدمات الرقمية عالية القيمة من قلب المحافظات المصرية، ويؤكد أن الكفاءات المصرية قادرة على المنافسة عالميًا من أي مكان داخل الجمهورية.
وأوضح الوزير - على هامش زيارته لمحافظة القليوبية اليوم لافتتاح عدد من المشروعات التنموية والبريدية - أن الشركة تضم فريقا من 350 مهندسًا متخصصًا، جميعهم من أبناء محافظة القليوبية، يعملون في مجالات متقدمة تشمل تصميم أشباه الموصلات، والدوائر الإلكترونية، والذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات، وهي خدمات تقنية شديدة التخصص تُقدم إلى أكثر من 53 دولة؛ بما فيها دول صناعية كبرى.
وأضاف أن ما يميز هذه النوعية من الشركات هو اعتمادها على العقول والخبرات أكثر من اعتمادها على البنية التحتية التقليدية أو المعدات، ما يجعلها نموذجًا اقتصاديًا مستدامًا لتصدير المعرفة.
وأوضح أن هذه الخدمات لا تتطلب استثمارات ضخمة في معدات أو مستلزمات إنتاج، بل تعتمد على التدريب الجيد والابتكار والمهارات المتخصصة".
وأشار إلى أن هذا النموذج يعكس أهمية الاستثمار في الكوادر البشرية، لافتًا إلى أن وزارة الاتصالات تعمل على توسيع قاعدة المهارات الرقمية في مصر، من خلال خطة تستهدف تدريب 30 ألف شاب وفتاة خلال الفترة المقبلة، لخلق جيل قادر على تلبية متطلبات السوق المحلي والعالمي في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وأكد الوزير أن وجود مثل هذه الشركات في محافظة مثل القليوبية يبعث برسالة مهمة مفادها أن المواهب ليست حكرًا على العاصمة، وأن كل المحافظات المصرية تمتلك طاقات بشرية متميزة، يمكن من خلالها بناء اقتصاد رقمي قوي ولا مركزي.
وأشاد الوزير بتجربة شركة "سيليكون إكسبرت"، التي بدأت في نطاق محدود ثم نمت وتوسعت بفضل تمسكها بجودة التدريب واستثمارها في الكفاءات المحلية، حتى أصبحت اليوم واحدة من الشركات الرائدة في مجال تقديم خدمات التصميم الإلكتروني والرقمي.
وأكد أن الوزارة حريصة على تقديم الدعم اللازم لمثل هذه النماذج، سواء من خلال تسهيلات تدريبية، أو عبر ربطها بالمبادرات القومية التي تطلقها الوزارة لتمكين الشباب وتحفيز ريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا.
وقال إن مصر بها ثروة بشرية هائلة يجب الاستثمار فيها، وهذه الشركة مثال على أن الإبداع يمكن أن يُصدَّر من أي محافظة في مصر، "وسنعمل خلال المرحلة المقبلة على دعم كل الشركات التي تعتمد على الكوادر المحلية المتميزة، لنضع مصر على خريطة العالم كدولة رائدة في تصدير الخدمات الرقمية المتقدمة".