الأربعاء 7 مايو 2025

ثقافة

انطفأت شمعة نوبل .. وداعًا لصوت الحرية في الرواية «ماريو بارغاس يوسا»

  • 14-4-2025 | 12:40

ماريو

طباعة
  • همت مصطفى

هو صاحب اسم نقش سطوره بحبر الأدب على صفحات التاريخ الثقافي الإنساني،  حامل قلمه كسلاح، وكلماته كراية، لينسج من تفاصيل الواقع ملحمة سردية فريدة، فأصبح علما وصاحب مكانة كبيرة في الأدب العالمي، وهو أحد أهم روائيي  أهم روائيي أمريكا اللاتينية إنه أديب نوبل ماريو فارغاس يوسا الذي رحل عن عالمنا في الساعات الأولى من صباح اليوم 13 إبريل 2025.

ولم يكن «بارغاس يوسا» أديبا وكاتبًا عاديًا بل كان مرآةً تعكس صراعات الإنسان، وتكشف خفايا السلطة، وتؤرّخ مقاومة الروح البشرية في وجه القهر والانكسار، عبر رواياته، شق طريقه من قلب أمريكا اللاتينية إلى وجدان القرّاء في كل القارات، حتى صار صوته يتردد في أعمدة الصحف، وقاعات الجامعات، وصفحات الجوائز الأدبية.

وفي عام 2010، تُوِّج  رحلة الأديب العالمي المتوهج بجائزة نوبل في الأدب، تقديرًا لـ «خرائط هياكل القوة» التي رسمها، ولتصويره الثاقب لثورة الفرد، ومقاومته، وانهزامه في مواجهة آلة القمع والتسلط.

الميلاد والمكانة الأدبية

ولد ماريو فارغاس يوسا في 28 مارس 1982 في مدينة أريكيبا، عاصمة منطقة أريكيبا الواقعة في مقاطعة أريكيبا، ويقع في أقصى جنوب غرب بيرو في غرب أمريكا الجنوبية

شــهرة عـالمــية 

حظي «بارغاس يوسا»  بشهرة عالمية في ستينيات القرن العشرين، بسبب روايات مختلفة كتبها، مثل «زمن البطل، أو المدينة والكلاب» (1963/1966)، و«البيت الأخضر»  (1965/1968)، و«حديث في الكاتدرائية» (1969/1975)

 

ويتنوع الإنتاج الأدبي الغزير للأديب  اللاتيني «بارغاس يوسا» ، وذلك  ضمن مدى واسع من الأنماط الأدبية، من بينها النقد الأدبي والصحافة. وتضم أعماله الروائية مواضيع كوميدية وألغاز جرائم وروايات تاريخية وأحداثًا سياسية، وقد تحول العديد من أعماله إلى أفلام، مثل: «بانتاليون والزائرات» (1973/1978) و«العمّة جوليا وكاتب النصوص» (1977/1982).

 

تأثر « بارغاس يوسا» العديد من أعمال بوجهة نظر الكاتب حول المجتمع البيروفي وتجاربه الشخصية بوصفه مواطنًا بيروفيًا. غير أنه وسّع مداه بشكل متصاعد، فعالج موضوعات وأفكار مستوحاة من مناطق أخرى من العالم.

وأقدم« بارغاس يوسا» في كثير من مقالاته على نقد الوطنية ضمن مناطق مختلفة من العالم، وشهدت مسيرته تحولًا آخر تمثل في الانتقال من أسلوبٍ ومنهج مرتبط بالحداثة الأدبية إلى أسلوب ما بعد حداثة عابث أحيانًا.

« بارغاس يوسا» .. ناشطا سياسيا 

وشهدت مسيرة «بارغاس يوسا» نشاطًا في مجال السياسة،  وعلى الرغم من دعمه أول الأمر لحكومة فيدل كاسترو الثورية الكوبية، فقد تحرر « بارغاس يوسا» من سحرها لاحقًا بسبب سياساتها، ولا سيما بعد حبس الشاعر الكوبي هيربيرتو باديّا في عام 1971م.

وترشح « بارغاس يوسا»إلى الانتخابات الرئاسية البيروفية في عام 1990 مع ائتلاف يمين الوسط الجبهة الديمقراطية  مؤيدًا الإصلاحات الليبرالية الكلاسيكية، لكنه خسر في الانتخابات أمام ألبرتو فوجيموري،  وهو الشخص الذي «صاغ العبارة التي جابت أنحاء العالم» في عام 1990م، إذ أعلن على التلفزيون المكسيكي أن «المكسيك هي الدكتاتورية المثلى»، ليتحول هذا التصريح إلى قول مأثور خلال العقد التالي.

 ويعد «بارغاس يوسا» أيضًا واحد من الشخصيات الريادية الخمس والعشرين ضمن لجنة الإعلام والديمقراطية التي أنشأتها منظمة «مراسلون بلا حدود».

مؤلفات « بارغاس يوسا» 

ألف «بارغاس يوسا» العديد من الألوان الأدبية ومن مؤلفاته كتب «قصة مايتا» ترجمة صالح علماني 2013م، «حرب نهاية العالم» ترجمة أمجد حسين 2021، «بنتاليون والزائرات» ترجمة صالح علماني 2009، «دفاتر دون ريغوبرتو» ترجمة  صالح علماني 1997م، «امتداح الخالة» صالح علماني 1999م

 وكتب.. «من قتل بالومينو موليرو» ترجمة صالح علماني 2001م، «حفلة التيس» ترجمة صالح علماني 2018م «الفردوس على الناصية الأخرى» ترجمة صالح علماني 2004،

 

 ومن مؤلفات «بارغاس يوسا».. «رسائل إلى روائي شاب» ترجمة صالح علماني 1997م، «شيطنات الطفلة الخبيثة» ترجمة صالح علماني 2006، «إيروس في الرواية»، «ليتوما في جبال الأنديز» ترجمة صالح علماني 1993، «الكاتب و واقعه» تترجمة بسمة محمد عبد الرحمن 2005م، وهو صاحب الرواية القصيرة «الجراء» ترجمة  هالة عبد السلام أحمد 2007

 

كما قدم «بارغاس يوسا» للأدب العالمي «الرؤساء» (مجموعة قصصية)  ترجمتها هالة عبد السلام أحمد 2007م، «حلم السلتي» ترجمة صالح علماني 2012م، «البيت الأخضر» ترجمة رفعت عطفة 2015م«البطل المتكتم» ترجمة صالح علماني 2016م، «خمس زوايا» ترجمة مارك جمال 2021م، «زمن عصيب» ترجمة مارك جمال 2021م، «الخالة خوليا» ترجمة وكاتب السيناريو مارك جمال 2023م

ثمار الرحلة .. جوائز محلية وعالمية
 

وحاز على العديد من الجوائز  من بينها جائزة بيبليوتيكا بريبي جائزة المكتبة القصيرة 1963م،  جائزة روميلو غاييغوس 1967م، جائزة أمير أستورياس للآداب 1986م، جائزة بلانيتا 1993م، جائزة ثيرفانتس 1994م، (جائزة ثيربانتس) وهي جائزة أدبية أسستها وزارة الثقافة الإسبانية عام 1975م، ومُنحت لأول مرة في العام التالي، وهي أرفع جائزة تُمنح للأدب المكتوب باللغة الإسبانية وأكثرها ربحية

 

و جائزة النقاد 1998م،  إضافة إلى أشهر وأعلى جائزة في الأدب « نوبل» وجاء في تقرير لجنة الجائزة أنه حصل عليها «لرسم خارطة لهياكل السلطة وصوره القوية لمقاومة الفرد وثورته وهزيمته»

 ورغم رحيل صوت الحرية في الرواية بجسده عن عالمنا، اليوم،  لكنه لم يرحل عن الأدب العالمي، بل حلّق في سمائه، تاركًا أثرًا لا يُمحى في الذاكرة الأدبية الإنسانية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة